المقالات الأكثر قراءة

موانع الحمل الرجالية: قصص مشاركة أعباء الإنجاب
هو في حاجة غير الكوندوم؟
شيماء جلهوم
December 23, 2018
AddThis is disabled because of cookie consent
“في الخارج بيستخدموا الواقي الذكري للوقاية من مرض الإيدز… لكن شبابنا بتدينه، وتمسكه بالعفة والأخلاق الحميدة… لا خطورة عليه أبدًا من مرض الإيدز”، هذه جملة في إعلان توعوي، يعود تاريخه للثمانينات من القرن الماضي، وكانت المرة الأولى التي يستمع فيها المصريون للفظة “الواقي الذكري”. لم يكن للأمر علاقة بحملات تحديد النسل المنتشرة في ذاك الوقت، لكنه قُدم باعتباره وسيلة لاتقاء الإصابة بفيروس مرض الإيدز، خاصةً إذا كنت قد انتويت السفر للخارج.
كانت تلك هي المرة الأولى التي تسمع فيها جارتنا التي خط الأبيض مقدمة رأسها عن الواقي المطاطي للرجال، لم تفهم في البداية ماذا يعني الإعلان، وماهو هذا الواقي المخصص للذكور وماهية استخدامه، وكان صعبًا على الجميع أن يجيبوها على السؤال، ما عدا الطبيبة النسائية التى ذهبت إليها تشكو من نزيفٍ حاد فاجئها لاقتراب موعد انقطاع طمثها، فأخبرتها الطبيبة أن عليها أن تستغني عن وسيلتها لمنع الحمل حتى تمام انقطاع الدورة الشهرية، وأن على زوجها أن يقوم بواجباته الزوجية والتحصن بالواقي الذكري. فهمت الجارة الطيبة ماذا كان يقصد الإعلان، وعرفت أنها قضت سنوات عمرها متحملة معاناة وسائل منع الحمل وحدها، بعد إنجابها سبعة أطفال وإجهاضها ثلاث، رغم استخدامها لوسائل عدة، لكنها لم تسمع أبدًا أن “قطعة جلد خفيفة” قد تريح جسدها من عذابٍ مقيم.
“موانع الحمل الرجالية” مصطلح غير متداول في مصر، فحتى كتابة هذه السطور لا تعرف العديد من النساء اللاتي سألتموهن عن موانع الحمل الرجالية أيًا من أنواعها؛ سوى الواقي الذكري الذي يستخدمه أزواجهن أحيانًا بأشكاله المختلفة لأغراضٍ أخرى، غير كونه وسيلة لتنظيم الأسرة وتحديد النسل: “أحيانًا أفاجئ به أثناء العلاقة، رغم أني استعمل وسيلة نسائية لمنع الحمل، لكنه يفضله من أجل زيادة المتعة”. عشرون سيدة سألتها قبل كتابة هذه السطور عن معرفتها بوسائل منع الحمل الرجالية كان جوابهن الوحيد: “هو في حاجة غير الكوندوم؟”.
قبل ما يزيد عن قرن، عرف العالم “الواقي الذكري” كوسيلة للوقاية من الأمراض التناسلية ولمنع الحمل في العلاقات خارج إطار الزواج، أما لمنع الحمل من علاقة زوجية، فهذا تتحمل عبئه المرأة فقط. بعدها بسنوات طويلة عرف العالم وسائل تحديد النسل النسائية؛ في البداية صُنع الواقي من الكتان، ومن أمعاء الحيوانات، ومن المطاط، ثم تطور الأمر فعرفت النكهات والأشكال طريقها إليه، وخرج من كونه وسيلة للحماية لغاية من المتعة في حد ذاته.
تتشابه وسائل منع الحمل الرجالية إلى حدٍ كبير مع مثيلتها للنساء، فالحبوب التي تتناولها أغلب النساء في مواعيد منتظمة من اليوم تعمل بطريقة هرمونية ويوجد مثلها للرجال، أما عمليات الربط التي تجريها السيدات كحل نهائي ومانع قطعيًا للحمل، تتشابه إلى حدٍ كبير مع عملية القطع التي تتم للرجال لمنع الإنجاب نهائيًا. كثيرون بالطبع لا يفضلون خوض هذه التجربة، لكنها بديل آمن في حالة الأمراض الوراثية.
قبل عامين ظهرت نتائج التجارب السريرية على وسيلة جديدة وهي “حقن منع الحمل” للرجال، والتي من المفترض أن تكون عرفت طريقها للأسواق منذ مطلع عام 2018 لكونها من أأمن الوسائل لتحديد النسل، ففيها يتم حقن سائل هلامي يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى القضيب، وبالتالي لا يحدث قذف، وهذه العملية لا تؤثر على الانتصاب أو القدرة الجنسية، ومن مميزاتها أن في حالة الرغبة لعودة الإنجاب تؤخذ حقنة أخرى قادرة على إذابة ذلك السائل وعودة الحيوانات المنوية إلى مجراها.
قرار منع الحمل أو تأجيله في العلاقة الزوجية هو قرار تشاركي بين الزوجين لا يتحمل عبئه طرف واحد، هكذا قرر محمد منصور، 34 عام، بعد أن أنجبت زوجته للمرة الأولى. زيارة للطبيبة أخبرها فيها أنه لا يمانع من أن يكون هو الطرف الذي يتحمل عبء تنظيم الأسرة باستخدام وسيلة رجالية، اقترح عليها استخدام الحقن لكن الطبيبة كانت لها رؤية مختلفة: “إحنا درسنا كافة الخيارات لكن الطبيبة رأت أن استخدام “اللوب” (مبيد النطاف) هو أضمن الوسائل، ولن تتحمل معه زوجتك أي مضاعفات”، يؤكد منصور الذي يعمل في مجال الصحافة العلمية، أن ثقافة الحوار و تقاسم أعباء العلاقة الزوجية ليست موجودة في أغلب العلاقات، فهو لم يجد ضررًا ما في أن يحمل عبء منع الحمل، كما تحملت زوجته أعباء الحمل والرضاعة لأسبابٍ فرضتها طبيعتها.
حالات أخرى عديدة لم يتم فيها اقتراح المشاركة في المسئولية، فقرار تأجيل الحمل يتم اتخاذه من الطرفين، وتتحمل مسئولية تنفيذه المرأة وحدها، هكذا تحكي “أ.ن.” عن قرارها مع زوجها لتأجيل الحمل في بداية زواجهما لمدة عام. اقترح الزوج الفكرة وحدد المدة ثم خيرها بين متعة منقوصة أو تحمل الخلل الهرمونى الناتج عن وسيلة نسائية قبل حمل سابق. اختارت الزوجة العشرينية المتعة الناقصة: “بعد تمام السنة كان عنده رغبة في مزيد من التأجيل لكني رفضت”، أنجبت “أ” طفلها الأول الذي اعتبرته وسيلة آمنة للتنظيم ما بين بكاؤه ورضاعته واهتمامها بطلباته، خاصةً مع تحملها لكافة شئونه ووجودها بعيدًا عن أهلها، تتذكر معاناة نساء عائلتها مع وسائل تنظيم الأسرة؛ حمل خارج الرحم أحيانًا، عمليات ربط نهائية أحيانًا أخرى، قصص كثيرة جعلتها توافق على استمرار المتعة الناقصة بالقذف الخارجي، رغم تقززها من هذا النوع من الممارسة، إلا أنها لا تخبر زوجها بذلك مخافة شعوره، أو عليها اللجوء لاستخدام الكوندوم كوسيلة أخرى حتى يطمئن رجلها، وإلا عليها أن تبحث “وحدها” عن وسيلة تناسبها.
“م.ص.”، 33 عام، أب لتوأم من الذكور تبعتهما طفلة، كما هي العادة المصرية، جاءت “غلطة” رغم استخدام وسيلة منع الحمل النسائية “اللوب” إلا أنها لم تمنع حدوث الحمل، هذه المرة وجب عليهما التدقيق ولا ترك فرصة لنفاذ حيوان منوي واحد، وعليه اختارت هي أن تعيد تركيب لوب مانع لوصول المني للتلقيح، وقرر هو زيادة التحصين باستخدام الكوندوم: “التجربة لم تكن مريحة لكلانا، لكن لا يوجد بديل”. فكر “م.ص” في استخدام موانع رجالية، لكن وقفت أمامه عدة عقبات: “حد قاللي إن في حقنة تؤخذ للرجال لكن عمري ما هعملها؛ أولًا فوبيا من الحقن، ثانيًا الآثار الجانبية، ثالثًا الحرمانية للرجالة لأنها منع للإنجاب بكامل الإرادة”، يعتقد “م.ص.” أن حرمانية تحديد النسل للرجال أكبر من مثيلتها لدى النساء، فالأمهات تضمن الجنة، لكن الآباء يتقون الشبهات ووسائل تحديد النسل.
استخدام وسيلة نسائية لمنع الحمل، كان قرار “منى”، 31 عام، حتى لا تخضع لرغبات زوجها في تكرار الإنجاب دون رغبتها، فبعد إنجاب طفلهما الأول، قررت منى أن تعاود نشاطها وتجهز للدراسات العليا وتعاود البحث عن فرصة عمل ملائمة، بينما يرغب زوجها في إنجاب المزيد من الأطفال قبل أن يتقدما في العمر: “بعد إنجابي لطفلي هو عرض أنه ما استخدمش وسيلة خوفًا على تعبي، وبديل ذلك، كان استخدامه للواقي أو القذف الخارجي، لكنه لم يخاطر باستخدام وسيلة مانعة زي الحقن أو الحبوب، إلى أن صارحنى برغبته في معاودة الحمل، وحينها رفضت وقررت استخدام وسيلة نسائية كي لا أبقى تحت رحمة حيواناته المنوية”.
AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس