في كل شهر نكون دومًا على موعد دموي مرهق (ليس موعدًا لطيفًا)، ينخفض فيه ضغط الدم، وتتباطأ نبضات القلب، ونشعر بالكسل ونشتهي الطعام، ونرمي بجام غضبنا ومشاعرنا المختلطة على أيٍ كان أمامنا ( من بشر إلى جماد)، ولا ننسى شعور عدم الارتياح الذي يرافقنا والخجل من معرفة الناس بما نمر فيه حاليًا.

جميلتي، بغض النظر عن المجتمع الذي نعيش فيه، يجب أن نقتنع ونتقبل بأن الدورة الشهرية هي شيء طبيعي نمر فيه ولا يجب علينا أن نشعر بالخجل من أجله فقط لأن البيئة المحيطة تفرض علينا الفكر السلبي بأن الدورة هي شيء مخزي ويجب الخجل منه والتستر عليه. لذلك، اكسري هذه العادة الفكرية الغير منطقية ببعض الفكر الإيجابي والواعي. فنحن كفتيات أصبحنا نأخذ فكرة الدورة الشهرية بشيء كبير من السلبية، ويعود ذلك لانعدام الوعي الفكري والتثقيف الكافي فيما يتعلق بأمور الدورة. وهنا عزيزتي أطرح لك بعض الفوائد للدورة الشهرية التي تزيل بعض الغشاوة والغمام عن كل شعور نشعر به كلما زارتنا:

 

تعديل المزاج

يعمل نزول الدورة الشهرية كحد فاصل ما بين الفترة السابقة للدورة المليئة بالاكتئاب والدراما و(مفيش حد بيحبني)، فعند نزولها يرتفع هرمون الإندروفين (هرمون السعادة) والذي يقلل من تلك المشاعر السلبية.

 

شباب متجدد

ضعي في بالك آنستي في كل مرة تأتيك فيها الدورة بأن نزولها يحافظ على حيويتك ويجدد خلايا الدم الحمراء لديك، كما أن الجسم يتخلص من الحديد الزائد الموجود في الدم والذي يعود بفائدة على المدى البعيد وهو خفض نسبة الإصابة بالزهايمر والإصابة بأمراض القلب.

 

تنظيف الجسم

تعمل الدورة كمطهر طبيعي للجسم فهي تخلصه من السموم والبكتيريا المتراكمة مع نزول الحيض، وبهذا يكتسب جسمك تنظيف وترميم داخلي مرة كل شهر.

لطيفتي، دورتك الشهرية ليست بشيء مخزي، و دعيني أخبرك بمعلومة طريفة، فالرجال أيضاً لديهم ما يسمى بالدورة الشهرية - انصدمتي، صح؟ - أما فرق دورته عن دورتك فهي عبارة عن دورة شهرية عاطفية و لا يوجد بها حيض. لذلك، أحبي نفسك وجسدك بكل حالاته في أفضلها وفي أسوأها، وانظري من منطلق ومفهوم آخر فيما يتعلق بدورتك الشهرية، واستقبليها بكل إيجابية، فدورتك هي رمز الخصوبة. هل تعلمين بأن هناك شعوبًا نساؤها يحتفين بقدوم الدورة في مراسم تسمى بـالتخصيب القمري، بل ويخلطن دم الدورة بالماء ويسقين النباتات بها إيمانًا بأن الدورة هي رمز الخصوبة!

افخري يا عزيزتي بكونك امرأة، فأنتِ رمز القوة والخصوبة والعطاء. أنت أساس الشعوب، ودورتك لا تنقص من قدرك أيًا كان مجتمعك. تعرفي أكثر على جسدك، تقبليه، افهمي احتياجاته، وتثقفي قدر الإمكان فيما يخص دورتك. يمكنك قارئتي معرفة الكثير من التفاصيل الغير متداولة والغير معتادة عن دورتك في مواقع ومنصات تختص بأمور المرأة كـنسوة وكلما وغيرها الكثير. ولا تنسي عزيزتي بأن تطمئني على نفسك ما بين الحين والآخر والقيام بزيارة طبيبة نسائية مختصة وسؤالها عن كل ما يجول بخاطرك فيما يخص دورتك.

 

وتذكري أننا دائمًا هنا من أجلكِ؛ باب الفضفضة مفتوح لكِ على الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي لدينا وجروبنا المغلق حدثي ولا حرج.