المقالات الأكثر قراءة

مقابلة مع نورا ناجي عن الصراعات الداخلية التي تحركنا كنساء وكاتبات
Article Details
ماريا فرح: سرطان الثدي هذا الوحش الذي غلبته بأسلحتي
اكتشفي رحلة ماريا فرح مع سرطان الثدي وكيف نجحت في التغلّب عليه
كارولين فغالي
5 أكتوبر 2021
يمثّل أكتوبر، المعروف كذلك بـ"أكتوبر الزهري"، الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي. كما يتخلّله مبادرات عدّة على المستوى الدولي تهدف إلى التوعية من مخاطر سرطان الثدي، وضرورة الفحص المبكر للنساء لرفع نسبة الشفاء.
تمثّل كلمة "سرطان الثدي" كابوساً لأي امرأة، إذ تُشعرها بخوفٍ كبير. ويعود السبب في ذلك إلى خطورة هذا المرض وصعوبة المراحل العلاجيّة الخاصّة به والتي تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على مظهرها الخارجي.
لكن، وفي حال كنتِ مصابة بهذا المرض، تذكّري أن الإنتصار عليه ليس بالأمر المستحيل على الأطلاق. لكن، عليكِ أن تثابري وتخوضي التجربة بكل ما فيكِ من قوّةٍ على الصّعيد النفسي لكي تنتصري عليه وتجلبي السعادة لكِ ولأحبّائك.
وأكبر دليل أمل يمكننا أن نقدّمه لكِ هو قصّة ماريا فرح، المرأة الطموحة البالغة من العمر 32 عاماً، والتي هي مؤسسة @matchandmascara #YourHealthyBeautyShop والتي تبيع من خلالها منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل الطبيعيّة والعضويّة.كما أنها مؤسّسة مجـتمع للنساء المصابات بسرطان الثدي، وهو @the.breastclub .
تم تشخيص مرض ماريا في العام 2018، عندما كانت تبلغ فقط 28 من العمر، حين عرفت بإصابتها بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، مع وقوع الحالة الخاصّة بها ما بين الدرجتين الأولى والثانية.كانت ماريا تُجري الفحص الذاتي للثديين بشكل منتظم. لكن، في يناير 2018، شعرت بوجود ورم غير طبيعي في هذه المنطقة.
وتصف ماريا اكتشافها لإصابتها بسرطان الثدي، قائلةً: "في البداية، ظننتُ أن الورم عائد إلى تغيّرات هرمونيّة في جسمي. لذلك، انتظرتُ حتى نزول دورتي الشهريّة التالية، وظلّيت أراقبه في خلال الشهر. لكن، ومع انتهاء الدورة الشهريّة، شعرتُ بأن الورم يزيد حجماً وألماً. اتّصلتُ بالطبيب المختص، وطلب مني إجراء صورة بالموجات فوق الصوتيّة. في هذه الصورة، ظهر الورم. بعدها، تم أخذ خزعة من المنطقة ليتبيّن أنني مصابة بسرطان الثدي".
رغم إحساسها الضمني بإصابتها بالمرض، إلّا أن الخبر شكّل صدمة كبيرة لها، نظراً إلى أن حقيقة تلقّي هذا الخبر لم يكن متوقّعاً. لكن، وبعد تلقّيها له، منحت نفسها الوقت الكافي لتقبّله قبل الدخول في مرحلة المواجهة. وتقول:"بعدما تلقّيت الخبر، قمتُ بإكمال نشاطاتي اليوميّة، وذهبتُ في المساء لتناول العشاء، وأمضيت عطلة نهاية الأسبوع كما كان مخطّطا لها".
الجدير بالذكر أن خطيبها، والذي هو زوجها حالياً، كان الشخص الأوّل الذي علم بإصابتها بمرض السرطان. بعدها، قامت ماريا بإخبار شقيقتها ووالديها بشكل تدريجيّ، نظراً إلى أنهم كانوا خارج البلاد.وتضيف ماريا أنها لم تتقبّل التشخيص بسهولة، ولكنها أصبحت مستعدّة لزيارة الطبيب المختص بهدف وضع خطّة طبّيّة لمواجهة هذا المرض.
وتشدّد على أن خطيبها قدّم لها الدعم بشكلٍ كبير من خلال الوقوف بجانبها ومساندتها في اتّخاذ كل القرارات المتعلّقة بالطبيب المعالج والعلاج الذي ستخضع له. فكان يحاول توجيهها نحو الطريق الصحيح. كما وقف بجانبها خلال كافّة الضغوطات النفسية التي مرّت بها، بما في ذلك التوتّر والتقلّبات المزاجيّة.
أمّا أفراد عائلتها، فأدّوا دوراً هاماً في دعمها من خلال حرصهم على عدم شعورها بتاتاً بأنها تعاني من أي مرض، وذلك من خلال سعيهم إلى المحافظة على حياة طبيعيّة داخل المنزل. وتقول ماريا:" ساعدني الحفاظ على عيش حياة طبيعيّة في المنزل على مساعدة نفسي في فترة العلاج. فعقلكِ هو الذي يوجّهكِ. وإن سمحتِ لنفسكِ بالشعور بالمرض، فستعجزين عن المواجهة. لكن، إن قمتِ بتقوية ذاتك على الصعيد النفسي، فعندها ستتمكّنين من مواجهة أي شيء". وبهذه المناسبة نذكرك بفوائد الحب على الصحة وضرورة أن تحيطي نفسك به من كل مكان.
وأشارت ماريا كذلك إلى أن العلاج لم يكن سهلاً، بل كانت الأمور مسهّلة، خاصةً في ما يخص الطاقم الطبي. كما ان أكثر شيء صعب واجهته في هذه المرحلة هو فكرة إصابتها بمرض السرطان.
لكن، ونظراً إلى سعيها لدعم النساء اللواتي يمرنّ بالتجربة الصعبة ذاتها، قامت بمشاركة حكايتها عبر موقع التواصل الاجتماعي، انستغرام. كما أوجدت مجتمع @the.breastclub لكي تتمكّن النساء المصابات بسرطان الثدي من مشاركة تجربتهنّ مع غيرهن. فأصبحت ماريا تتلقّى رسائل عدّة من أمّهات تم تشخيص بناتهن الشابات بسرطان الثدي، ومن شابات ونساء تم تشخيصهن كذلك ويحتجن إلى من يتحدث إليهن ويسير معهن خلال رحلتهن.
وعلّقت ماريا قائلةً: "ساعدني ذلك كثيراً، وساعدهن أيضاً. كما أننا ما زلنا على اتصال ببعضنا البعض".
وتضيف: " في هذا المجتمع الجديد الذي صنعته، كنا نقول دوماً أننا وجدنا شخصاً آخر يمر بالتجربة ذاتها. كما أننا بدأنا نشعر بأن ما نمر به لم يعد غريباً، بل هو أقرب من الطبيعي. ويعود السبب في ذلك إلى أنه وعندما نرى شخصاً آخر يمر بالتجربة ذاتها، ويشعر بالارتياح عند التكلم عنها، وهو متقبّل للتغيرات التي تحدث لجسده، نبدأ نحن في قبولها وقبول أنفسنا.
وتضيف أنه ورغم أنه لم يكن الوقت المناسب لكي تواجه هذه المرحلة الصعبة، نظراً إلى الأمور المتعدّدة التي كانت تحدث في حياتها، إلا أنها تمكّنت من إنقاذ حياتها وتسهيل العلاج نتيجة الكشف المبكر. كما أنها لم تتساءل لماذا أصيبت هي بالتحديد بهذا المرض.
وتقول " كنتُ أظن دوماً أنه بالطبع كان هناك سبب وراء إصابتي هذه، وكنتُ أرغب في معرفته بشكل كبير. قمتُ باكتشاف هذا السبب وهو مترجم اليوم في عملي. لذلك، أقول نعم، كانت مرحلة السرطان صعبة، ولكن ظهرت منها الكثير من الأشياء الجميلة".
وتوجّهت ماريا إلى النساء المصابات بسرطان الثدي قائلةً:" أنتن تمتلكن زمام الأمور، وستظلين تمتلكنها دوماً. احرصن على التحكم في عقلقن لتتمكن من التحكم في أجسامكن وكل ما حولكن. وبغض النظر عن مدى صعوبة هذه المرحلة، لا تستسلمن. فكّرن دوماً أن الغد أفضل وأنه يوم جديد. والشيء الأهم أن تبدأن يومكن دائماً بضحكة أو ابتسامة لأنها تغيره بالكامل.
كما طلبت ماريا من النساء الأصغر سناً كذلك ألّا يخجلن ممّا يمرن به أو من مشاركة قصصهن. ويرجع ذلك إلى أنهن، وعند مشاركتها، سيتمكّن من دعم النساء الأخريات اللواتي يمرن بالتجربة ذاتها.
وتوصي ماريا هؤلاء النساء قائلةً: "يمكنكن أخذ وقتكن بمفردكن لتقبّل التشخيص. لكن، عندما تشعرن باستعدادكن للمواجهة، شاركن هذه التجربة التي تمرن بها من أجل تقديم الدعم إلى النساء اللواتي يحتجن له حقاً. لذلك، تغلّبن على الخوف، إذ أن سرطان الثدي لا ينبغي أن يكون أمراً يشعركن بالخوف أو بالخجل".
على صعيد آخر، نختم بموضوع عن 5 نصائح يومية كل إمرأة تحتاجها لتعزيز العافية والشعور بالراحة
AddThis is disabled because of cookie consent

أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس