المقالات الأكثر قراءة

عشرة أسئلة لطالما أردت طرحها على مدربة مبارزة
Article Details
عشرة أسئلة لطالما أردت طرحها على مدربة مبارزة
”أتمنى وجود الفتيات على المنصات يكون حق طبيعي وليس ميزة، نحن في 2019“.
وفاء خيري
June 23, 2019

بدأت المبارزة كطريقة قتالية في فترة ما قبل الميلاد بمصر، وفي القرن الرابع عشر بدأت في دول أوروبا كرياضة قتالية للدفاع عن النفس يلعبها الجميع وتنتهي بقتل الخصم في بعض الأحيان. أما اليوم فقد تطورت الأمور وأصبح للمرأة نصيب من هذه اللعبة القتالية للدفاع عن النفس بل وتعلم الروح الرياضية منها، ومثل كل شيء نسوي في بلادنا العربية؛ فإن تلك اللعبة ما زالت تفتقر إلى الكثير وتحتاج إلى دعم رياضي حقيقي مقارنةً بالدعم الذي يتلقاه الذكور بها.
ولكي نتعرف أكثر على اللعبة والتحديات التي تواجه المرأة الرياضية أجرينا مقابلة مع مدربة المبارزة الكويتية لؤلؤة الأيوب (38 عام) وحدثتنا عن تجربتها في أن تكون مدربة للمبارزة في ظل كل تلك التحديات.
مرآه: كيف بدأ اهتمامك بالمبارزة، ولماذا اخترتي أن تكوني مدربة مبارزة تحديدًا؟
لؤلؤة: ”كنت محظوظة بوجودي في عائلة رياضية، فأنا ابنة لأب وأم رياضيين، ومن صغري كنت ألعب تلك اللعبة، بدأ الأمر بمحض الصدفة إذ كنت في أحد النوادي وسألوني إن كنت راغبة في الانضمام لفريق المبارزة، ووافقت، وكانت تلك هي المحطة الاولى في حياتي، بعدها ظللت أتعلم وأمارس اللعبة وأتوقف من حين لآخر لظروف شخصية، كما فزت في عدة مسابقات محلية لأكثر من مرة إلى أن جاءت دراستي الجامعية في إحدى الجامعات الإسبانية ولعبت في الدوري الأسباني كممثلة لجامعتي وفزت، واحترفت بعد ذلك عدة مرات، لكني توقفت بعد فترة بسبب الارتباط والزواج والحمل إلى أن أتت فترة كنت أفكر فيها كيف أعود للعبة مرة أخرى، فكرت أن أفتح نادي للمبارزة وأتت بالصدفة فرصة لنادي جديد يرغب في مدربة وشاركتهم بمجهودي وشاركوني هم بالمقر“.
ما هي التحديات التي تواجهينها خلال ممارستك لتلك المهنة؟
”أواجه عدة تحديات أثناء ممارستي للمهنة، منها تحديات شخصية بخصوص ترتيب الوقت مع عائلتي وأولادي، فأنا أم لطفلين وواجبي كأم هو الأول في حياتي لهذا أحاول التوفيق بين حياتي الأسرية والمهنية سويًا، أما من الناحية المهنية، فتواجهني تحديات مثل اعتماد المهنة على المدرب الرجل وليس المرأة، فثقافة الرجل هي السائدة والأكثر انتشارًا خصوصًا فيما يتعلق بالناحية الرياضية وأعاني من ذلك في عملي، إذ أن أماكن التدريب متوفرة بصورة أكبر للأولاد وليس الفتيات، إذ أني مهتمة بالتنافس ورفع العلم على المنصات ولا أميل لرياضات الهواة. ومن التحديات الاجتماعية التي تقابلني هي فكرة وضع الفتيات خطة برنامج احترافي والصعود في اللعبة، لأننا كمجتمعات عربية ليس هناك مكان لرياضة المرأة أو للمرأة نفسها بشكل قوي، بجانب الواجبات الاجتماعية التي نضحي بها في سبيل وقت التمرين، عمومًا يمكنني القول أنه مؤخرًا تحسنت بعض أوضاع المرأة عن السابق لكنها لم تصل إلى مرحلتها الأخيرة بعد“.
برأيك ما أهمية تلك اللعبة، وهل من الضروري تعلمها؟
”لعبة المبارزة هي لعبة مهذبة للنفس بها احترام وتقدير للنفس وللخصم؛ إذ بها بروتوكول وتقدير لخصومتك، لأن اللعبة لا تنتهي إلا بعد أن يسلم الخصمين على بعضهما البعض مهما كان اللاعب متضايق ومخنوق، كما نتعلم منها الخسارة بالشرف والثقة بالنفس والانضباط، هي لعبة مفيدة للمجتمع بشكل عام لأنها تخلق فرد متزن وصحي نفسيًا وجسديًا. ممارسة اللعبة تعود على الفرد بالكثير من الفوائد، ولكن حب اللعبة نفسه يختلف من فرد لآخر وميوله لحب اللعبة نفسها، بجانب أن هنالك من يميل إلى الألعاب الجماعية وما إلى ذلك، لذلك إن ناسبت اللعبة ظروف الفرد فسيكون تعلمها شيء عظيم“.
ما هي ردود الأفعال التي تلقيتها على مهنتك، وماذا يكون ردك على السيء منها؟
”ردود الأفعال ليست سيئة أبدًا، بل كلها تشجيعية ومثيرة للاهتمام، وإن كان يتخللها بعض الاستغرابات ممن حولي، ”هل أنتي حقًا مدربة؟“ لأني امرأة، ولكن بعدما يعرف الجميع أجد منهم ترحيب وفضول ويسألوني ما إن كان هنالك فرصة لكي أدرب بناتهن أم لا، وهذا شيء رائع بشكل عام“.
هل تأذى أحد من قبل أثناء ممارسة هذه اللعبة، وهل ممكن أن يتأذى منها أحد بشكل عام؟
”بالنسبة لهذه النقطة، تعتبر المبارزة لعبة ذات نسبة عالية من الأمان، لأننا نرتدي ثلاث قطع تحت الزي الخارجي للعبة بجانب قناع عازل وقفاز، لهذا نادرًا جدًا ما تحدث أي إصابات نتيجة لعدم الأمان بشكل عام، فقط مجرد حوادث طفيفة جدًا كالتي تحدث في أي لعبة، نادرًا ما يحدث أي ضرر بالسيف، وقبل كل بطولة يتم التأكد من كل شيء وكل سيف وكل بدلة ولأن تكون تلك الأشياء مطابقة للمعايير الدولية خصوصًا في البطولات“.
ما أكثر الأشياء التي لا تحبينها في مهنتك وتودين تغييرها؟
”سؤالك جاء على الجرح، لعبة المبارزة لعبة يتحكم بها الرجال لأنهم العنصر الأبرز في المجتمع وفي اللعبة هم الأكثر سيطرة عمومًا بسبب تواجدهم الأبرز، بالإضافة إلى أن ثقافة الرياضة للفتيات ليست شائعة بالقدر الكافي. أرغب في المزيد والمزيد من المساواة بين الرجل والمرأة في هذه اللعبة، لأن من ضمن ما يضايقني في المهنة اتحاد اللعبة والدعم لهم دور كبير في السيطرة على اللعبة وتحديد المكافآت التي غالبًا ما تُرصد للرجال فقط. أتمنى وجود الفتيات على المنصات يكون حق طبيعي وليس ميزة، نحن في 2019 فيجب أن تكون الأمور أبسط من ذلك، بجانب بيئة المنزل التي من المفترض أن تشجع الفتيات على ممارسة اللعبة والحرية في ذلك لأن هذا سينعكس على اللعبة بشكل جيد بالتأكيد“.
كيف تستفيد الفتيات من تلك اللعبة في حياتهن اليومية؟
”ليس الفتيات فقط هن من يستفدن من هذه اللعبة، بل كل من يمارسها يستفيد منها سواء كان ولد أو فتاة، لكن أبرز ما يتعلمه الفتيات منها هو ضبط الوقت والاتزان وقوة الشخصية والثقة بالنفس وغيرها من الأمور التي تسهم في جعل الشخص أفضل وأكثر تهذيبًا من غيره“.
ما هو السن الأنسب للفتيات لتعلم تلك اللعبة، وهل يجب التوقف عن تلك اللعبة يومًا ما؟
”يبدأ السن المناسب لممارسة هذه اللعبة من عمر خمس إلى سبع سنوات حسب النضج الجسدي، ولا يوجد عمر أو فترة محددة للتوقف عن ممارسة اللعبة، لكن تختلف طبيعة اللعب من شخص لآخر بحكم الظروف الشخصية والعمر؛ فاللعب درجات: هنالك لعب تنافسي أو لعب هواة وهنالك التنافسي المحترف، والفتاة أو اللاعب بشكل عام هو من يحدد ذلك وفقًا لظروفه الخاصة، لكن تظل اللعبة مناسبة لجميع الأعمار“.
حدثينا عن أبرز تلميذاتك في هذا التدريب، وعن علاقتك بهن، هل يقتصر الأمر على التدريب
فقط، أم يتعدى حدود ذلك؟
”بودي لو أن تلميذاتي يجيبون عن هذا السؤال بأنفسهن، لكن بشكل عام في علاقاتي مع تلميذاتي لا أعتمد أن يكون بيننا أي حواجز، أو أن تقتصر علاقتنا على التدريب الفني مثل الآلات، هذا ليس من صفاتي فأنا أعتمد على الأريحية كجزء مهم في علاقتنا، كما أعرف ظروف تلميذاتي: هل لديهن امتحانات؟ هل هناك شيء يضايقهن في النادي؟ وما إلى ذلك، لأنه في المرتبة الأولى أنا أعامل إنسانة، وفي المرتبة الثانية لاعبة وليس العكس، لهذا اقترب منهن كإنسانة، وأتعامل معهن مثل ما تعامل معي مدربيني من قبل بكل ود واحترام“.
كثيرين لا يعرفون شيئًا عن المبارزة، خاصةً الفتيات، برأيك لماذا، وبما تنصحينهن؟
أنصح الفتيات، خاصةً لمن يحبون التنافس والألعاب الفردية، أرى أن المبارزة ستكون فرصة رائعة لصقل مهاراتهن” وخبراتهن، ولكن يجب الانتباه إلى أن لعبة المبارزة تأخذ وقت طويل حتى تتعلمها الفتاة، لهذا إن كانت الفتاة من محبي التعلم السريع لن تكون هذه اللعبة هي الأنسب لطبيعتها، وبشكل عام إن تمكنت الفتاة من هذه اللعبة تصبح كالإدمان وسترغب الفتاة في لعبها طوال الوقت؛ لأن تعلمها سيجعلك تشعرين أنك مفعمة بالحياة وممتلئة من الداخل، لهذا أشجع الفتيات على تجربتها أو تجربة أي لعبة ثانية يعتقدون أنها تنال إعجابهن، لأن مجرد الجلوس على المدرجات لن يفيد “.بشيء
AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس