المقالات الأكثر قراءة

سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
Article Details
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة“.
هدير الحضري
November 28, 2019
الرسوم من شترستوك
كانت رحلتي الشخصية مع الحمل والأمومة مرهقة للغاية ومليئة بالمفاجآت التي لم يخبرني أحد عنها، بعد فترة قليلة من التعثر حاولت التكيف ولجأت إلى عشرات المواقع الإلكترونية ومجموعات الفيسبوك لأفهم أكثر وأحصل على الدعم، وهناك قرأت لأول مرة عن وجود مجموعات توعية مخصصة لدعم النساء خلال رحلة حملهن وولادتهن.
شعرت بالندم لأنني لم أعرف عن مجموعات الدعم مبكرًا، واعتقدت أنني ربّما تعافيت مبكرًا ومررت بصعوبات أقل لو كنت حضرت هذه الصفوف قبل حملي وولادتي، خاصةً أنها تركّز على دعم الأم لتهتم بصحتها الجسدية والنفسية، ولتمر بتجربة ولادة طبيعية سعيدة وسليمة، وتساعدها على تخطّي هذه المرحلة الصعبة.
في مرآه، سألنا نساء حضرن مجموعات دعم الأمهات عن تجاربهن، وعن مدى تأثرهن بمحتواها.
ندعم الأم على عدّة مستويات
” في رأيي حضور الأم الجديدة لصفوف الدعم مهم جدًا لأنها تقوم بتوعيتها بالمرحلة الجديدة التي ستخوضها في حياتها وتخلق لها مجتمعًا من الأمهات اللاتي يتشاركن تجاربهن معها وتكون هناك مشرفة متخصصة تجاوب على كل أسئلتها، ببساطة هذه الصفوف تعمل على تغيير طريقة تفكير الأم في الحمل من السلبية إلى الإيجابية، وتمنع عنها الاكتئاب وتخلق داخلها حالة من التقدير والتصالح مع الوضع. الدعم يشمل عدّة جوانب أبرزها التغذية والحرص على تناول الأم لطعام صحي، وأيضاً التمارين الرياضية المفيدة في فترة الحمل، بجانب متابعة الحالة النفسية للأم. على جانب آخر، نحاول أن ندعو الأزواج إلى حضور بعض المحاضرات أيضاً، ونقوم بالتعريف بأوضاع الولادة الطبيعية وتفاصيلها وماذا يحدث للجسد بعد الولادة، وأيضاً ندعم الرضاعة الطبيعية ونشرح أوضاعها الصحيحة لكن عملنا يختلف عن استشاري الرضاعة الطبيعية الذي يرتكز عملهم على تصحيح الأوضاع الخاطئة بشكل طبي، باختصار الهدف أن تكون السيدة واعية ومدركة جيدًا لكل ما يحدث وسيحدث في جسدها ولا تتعرض لأي مفاجآت، من المهم أيضاً تحديث محتوى التدريب باستمرار لأن احتياجات الأمهات تتطور مع الوقت وبالرغم من أن هذه الصفوف يزداد عددها لكنها لا زالت فكرة غير منتشرة على الإطلاق. هناك عدد من النصائح المهمة التي نوجهها في البداية لأي أم جديدة، أن تستثمر في صحتها الجسدية وتهتم بتغذيتها وبصحتها النفسية أيضاً، وأن تعرف أن الأطفال مجرد مرآة لنا وحتى ننشئ طفلاً سويًا وسعيدًا لا بد أن تكون الأم بالضرورة سوية وسعيدة ومستقرة لتتحمل مسؤولية أطفالها، ننصح أيضاً بمشاركة الأب في تحمل مسؤولية الأطفال“.
مريم إبراهيم، 29
قالت لي أمّي… لماذا؟
”انضممت إلى مجموعة لدعم الأمهات عبر الفيسبوك وفي حملي الثاني قررت حضور صف مدفوع لدعم الأمهات بعدما شعرت أن هناك معلومات تنقصني ولأنني في ولادتي الأولى لو كنت أعرف ماذا سيحدث لي لكانت التجربة أسهل بكثير، تعجّبت أمّي من الفكرة وقالت لي: ”لماذا؟ أنتِ حملتِ من قبل ولديكِ خبرة“، لكنَني كنت مؤمنة بأن المعرفة ستجعل التجربة أفضل وبالفعل كانت ولادتي الثانية سهلة وناجحة لأنني طبقت فيها ما تعلمته، وعرفت ماذا يحدث داخل جسمي وتفاعلاتي الهرمونية ومراحل الطلق ومراحل الولادة. كان محتوى الصف عن التغذية والرياضة والجزء التربوي بعد الولادة، ودعم الأم لتقوم بالرضاعة الطبيعية، وأفادني في سرعة التشافي بعد الولادة. من الجميل أن صفوف الدعم تمنح الأم الأولوية وتهتم بها بجوار طفلها لأننا في مجتمع يهتم بالطفل أكثر من الأم ولا يقدر حجم التحديات الكبيرة التي خاضتها حتى تنتهي مرحلة حملها، باختصار يجب أن تتعامل النساء مع هذه الصفوف باعتبارها شيئًا ضروريًا“.
إيمان محمود، 25
ساعدتني على عبور هذه المرحلة الانتقالية
”أنا أم لطفلة عمرها ثمانية أشهر، حين حضرت صف لدعم الأمهات شعرت بأنني لستُ وحيدة وبأنني أمر بتجربة ومشاعر تمر بها أي امرأة وتوقفت عن التفكير في أن هذا غير طبيعي، كان الحمل والولادة مرحلة جديدة وانتقالية لكن من خلال الصف ساعدتني أمهات أخريات على عبورها، تعلمت الطعام الصحي الذي يجب تناوله وأسلوب التربية السوية وتعرفت على مراحل نمو الأطفال المختلفة. في الأيام الأولى عقب الولادة عانيت من مشكلة في الرضاعة ولكنني حصلت على دعم قوي من الصف حتى تغلبت على المشكلة، وتمكنت من التعامل مع طفلتي وبكائها ومرضها في هذا السن الصغير، وعرفت كيف أفصل بين مشاعري وبين واجباتي ومسؤولياتي تجاهها، وكيف أهتم بصحتي الجسدية وأتناول الفيتامينات اللازمة. للأسف فكرة صفوف الدعم غير منتشرة في مصر والكثير من الأمهات لا يعرفن شيئًا عنها كما أن ثقافتنا المجتمعية تدعونا دائماً إلى تحمّل الألم دون التفكير في أن هذا غير طبيعي وبأن هناك مشكلة تحتاج إلى حل. بشكل عام تحتاج الأم إلى القراءة كثيرًا عن التجربة وطبيعة المراحل العمرية لطفلها حتى تستطيع التعامل معه والاهتمام بنفسها“.
آية شريف، 27
لا زالت الفكرة تواجه الانتقاد والاستخفاف
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة ومن هنا تأتي أهمية صفوف دعم الأمهات، أنا الآن حامل وحضرت صف للدعم وتعلمت فيه كل ما يخص الحمل والولادة، واحتياجات الطفل النفسية والجسدية، شعرت بالاطمئنان لأنني رأيت من حولي الكثير من النساء يعانين بشدة، وحصلت على تدريب آخر عن تربية الأطفال حتى عمر العامين لأستطيع التعامل مع طفلي بشكل سليم. لا زالت صفوف الدعم تواجه الاستنكار والاستخفاف لأن المجتمعات العربية تعتمد على التجربة، وكثيرًا ما نسمع جملة من السيدات الكبار في السن ”كلنا كنّا أمهات وكانت الدنيا ماشية“، وهي جملة مدمرة نفسيًا لأنها تُشعر الأم الجديدة بأنها فاشلة وأنها لا تستطيع أن تصبح مثل من سبقنها في التجربة لذا أقول للأمهات الجدد ألا يستسلمن لتجارب الكبار وألا يتعاملن مع نصائحهم على أنها مسلّم بها، من المهم أيضاً مشاركة الأزواج وتفهمهم للفكرة حتى يستطيعون دعم زوجاتهم في التجربة الجديدة“.
نسرين شحاتة، 30
حضور الزوج للمحاضرات مفيد جدًا
”عند معرفتي بخبر حملي، قررت حضور مجموعة لدعم وتوعية الأمهات لأنني لا أحب دخول أي تجربة دون معرفة تفاصيلها، كنت أعلم أن النساء يمرون بنوبات من الضيق والتعثر عقب الولادة وبالفعل ساعدتني معرفتي بالتفاصيل على تجاوزها، عرفت الكثير عن أعراض الحمل والولادة والتغييرات التي تحدث بالجسم والشكل الخارجي وكيفية تأهيل الجسم لولادة طبيعية فطرية، وكيف أحدّد إذا كنت أحتاج إلى تدخل طبي، وكيفية تأهيل الجسم ليقدم الرضاعة الطبيعية بدون تقديم لبن صناعي أو أعشاب للطفل. من المهم أيضاً أن تطلب السيدة الدعم من زوجها ليشاركها متاعب المرحلة ومن المفيد أن يحضر معها الجلسات ليتفهم الأوقات التي تبكي فيها دون سبب أو تحتاج للمساعدة، وأن تهتم بنفسها جيدًا لتستطيع الاهتمام بطفلها. من اللافت للنظر أن التكلفة المادية لهذه الصفوف في مصر مرتفعة لأنها لم تنتشر بعد ولأن التدريبات التي يحصل عليها المدربين أنفسهم مكلفة، لكن المعرفة بها تزداد تدريجيًا وبعض الجهات تقدمها بالتقسيط للتكلف“.
رفيدة عصام، 25
AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس