المقالات الأكثر قراءة

عندما تكتب المرأة: تكتب الحياة بشجاعة
Article Details
عندما تكتب المرأة: تكتب الحياة بشجاعة
في يوم المرأة العالمي، 5 كاتبات معاصرات عليك قراءة أعمالهن.
رنا عفيفي
March 08, 2020
يأتي اليوم الدولي للمرأة في 2020 رافعًا شعار: "أنا المساواة بين الأجيال" في إطار حملة للأمم المتحدة بعنوان جيل المساواة. ورغم أننا لا نزال بعيدين عن حدوث تغيير حقيقي يغير الواقع المؤلم للمرأة سواء كأم أو عاملة أو مبدعة أو ريادية. إلا أن مستقبل البشرية وازدهارها بات يعتمد على تحقيق العدل والمساواة للمرأة.
وفي الجانب الثقافي، حيث لا تزال النساء يعملن أكثر ويكسبن أقل وتتاح لهن أيضاً خيارات أقل. إلا أن ازدياد الوعي الجمعي وظهور جيل جديد أكثر شجاعة وارتفاع صوت الحركة النسوية، تنبئ بعصر جديد. عصر تتوالى فيه الثورات المعرفية والثقافية والسياسية التي تسعى جاهدة لمستقبل أفضل. ولعل من أهم هذه الثورات، تلك التي تستهدف تكسير قيود المرأة التي حرمت العالم من التأثير الأنثوي وطاقاته على مدى عقود.
الصوت الأنثوي بالكتابة بعيدًا عن التنميط
رحلة النضال الأنثوي طويلة ومستمرة، وفي مجال الكتابة والأدب، تتغير الإحداثيات لتعطي الشخصية الأنثوية تمثيلاً أكبر من حيث النشر والنقد والجوائز. حيث تناقصت الفجوة بين الجنسين في عدد الجوائز الأدبية المرموقة بشكل ملحوظ في السنوات الـ15 الماضية.
لكن نقص التمثيل الأنثوي لا يزال حاضرًا في أماكن اتخاذ القرارات، بل وتنميط أساليب كتابة المرأة بـالـ"كليشة" وربطها بكل سطحية بالتحريك السهل للعواطف والقصص الرومانسية السهلة فقط، لا يزال موجودًا كذلك.
ولكن في عصر باتت المرأة فيه أكثر قوة وثقة أكثر من أي وقتٍ مضى منذ بداية الحراك النسوي، أصبح من الصعب على المؤسسات العالمية المعنية بالأدب، تجاهل سماع صوتها. فعلى سبيل المثال في 2018 تعرضت أكاديمية نوبل للآداب لهزة كبيرة لسمعتها، بعد أن تقدمت 18 سيدة بادعاءات تحرش جنسي هزت مكانة الجائزة المرموقة وهو ما أدى لتأجيل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للآداب لعام 2018 ليعلن عنها لاحقًا في 2019 وتكون من نصيب الروائية البولندية، أولغا توكارتشوك، الكاتبة اليسارية والنسوية، لتصبح بذلك الكاتبة الـ15 عالميًا التي تنال الجائزة منذ بدء "الأكاديمية السويدية" منحها في 1901، في مقابل 101 رجلاً.
حضور النساء في الجوائز الأدبية
وفيما يُقرَأ على أنه محاولةٌ لإرضاء الأصوات التي طالما انتقدت "ذكورية" نوبل وتركيزها على الكتّاب الرجال في معظم دوراتها، إلا أن الهزة التي حصلت في أكبر مؤسسات الجوائز الأدبية (نوبل) يشير أيضاً إلى التغيير الحاصل عالميًا والذي يتطلع إلى المرأة الأديبة والكاتبة بجدية وندية.
نتحدث هنا عن وجود المرأة في "الكتابة الشجاعة"، وعن الأدب الذي باستطاعته تغيير الحاضر والغوص في أعماق التاريخ ومواجهة القمع والسلطة والذكورية بكافة أشكالها.
نتحدث عن الكتب التي تواجه الخوف والقوة والسلطة بالكلمات، ونتحدث عن عبقرية السرد النابعة من التجربة الفريدة للأنوثة.
رائدة المدرسة الواقعية السحرية
اليوم، لا يمكن الحديث عن عالم الأدب والكتابة بدون المرور ببعض الأسماء النسائية البارزة واللاتي تميزن ليس لكونهن يمثلن الصوت النسوي وحسب ولكن لكونهن كاتبات ماهرات طوعن اللغة وقدمن عمق معرفي لأعمالهن.
ففي عالم الرواية والأدب اللاتيني الذي حمل للأدب العالمي أجمل الروايات والمدارس الواقعية والسحرية في الكتابة، تأتي "إيزابيل الليندي"، الكاتبة التشيلية التي رشحت لجائزة نوبل للآداب مرات عدة ووجدت لها اسمًا على خارطة الأدب العالمي، إيزابيل التي واجهت النفي من بلدها وفقدان ابنتها والغربة، طوعت شخصيات رواياتها وأحداثها لتقدم لمحة تاريخية وثقافية وجغرافية معمقة في كافة أعمالها فبينها وبين غابرييل ماركيز يكتمل سحر الأدب اللاتيني.
الكتابة بشجاعة
وحينما نتحدث عن الكتابة بشجاعة لا يمكننا ألا نقف عند "سفيتلانا اليكسييفيتش" الحائزة على جائزة نوبل للآداب 2015، هذه الأديبة البيلاروسية كتبت عن الحرب كما لم يكتب أحد من قبل، لتوثقها بسرد مبني على شهادات واقعية، دامجةً الصحافة وخبرتها الطويلة بالتقارير الاستقصائية في نتاج أدبي سردي. تعد سفيتلانا أول صحافية تحصد جائزة نوبل للآداب في تاريخها.
بين التوثيق والصحافة
وفي إطار التوثيق، تكتب أيضاً الصحافية الفرنسية/الإيرانية "دلفين مينوي" والتي وثقت في سيرة ذاتية أكتب لكم من طهران عن بلدها، عن القمع والمقاومة والتطرف الديني ودور المرأة في الحراك الإيراني. كتبت دلفين التي عملت صحافة لجريدة لو فيغارو الفرنسية الشهيرة لمدة سنوات طويلة، وحكت قصصًا عن عدد من المناطق في الشرق الأوسط من مصر إلى سوريا وتركيا.
تصدي التابوهات
وعلى صعيد المفكرين والتصدي للتابوهات، لا يمكننا ألا نتحدث عن "نوال السعداوي"، الطبيبة والأديبة والمفكرة المصرية. في كتبها كافةً تحدثت نوال عن قضايا المرأة بخلفية تاريخية وطبية معمقة. أصدرت عدد من الروايات والكتب، واليوم تحاضر في كبرى الجامعات العالمية بصفتها أحد أهم رموز الحراك النسوي المعاصر.
الأدب الصوفي المعاصر
وفي مجال الأدب الصوفي أحدثت "أليف شافاق" نقلة نوعية في روايتها التي أكسبتها سمعة عالمية، لتجعل الصوفية في متناول كافة العقول. فكان كتابها قواعد العشق الأربعون أحد أهم الروايات في السنوات العشر الأخيرة. تكتب التركية أليف شافاق بشغف وسرد يحمل خلفية تاريخية وثقافية واسعة في كافة أعمالها. ولا تغيب الفلسفة عن كتابات أليف التي أصبحت من أهم الكتّاب المعاصرين.
AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس