رسوم مريم مسفيوي

يقول الأديب اللبناني أمين معلوف: "إذا قرأت (قراءة فعلية) أربعين كتابًا حقيقيًّا خلال عشرين عامًا، فبوسعك مواجهة العالم". 

هذه المقولة هي شهادة كبيرة من أديب متميز عن أهمية الكتب وتأثيرها على حياة الإنسان. فالكتاب الواحد قادر أن يُغير ويؤثر ويتحكم بعقول، ولأننا في نهاية العام ومُقبلين على عام جديد، ندعوكن في نادي مرآه للقراءة لبدء العام الجديد مع هواية جديدة والانخراط في تحدي القراءة السنوي معنا. سأتحدث هنا عن تجربتي كقارئة وكيف أضاف لي هذا التحدي، الذي أنخرط فيه منذ سنوات، وأدعوكِ أنتِ أيضاً لبدء رحلة جديدة مع عالم الكتب.

بدايةً أود أن أُشير أني حينما حين بدأت مرحلة القراءة الجادة في حياتي، توازى ذلك مع دخولي الجامعة، حينها كنت سعيدة بأني اقرأ وكنت أشعر بإنجاز كبير حين أنهي كتاب ما، وحين أضعه أبحث عن الكتاب التالي بشغف ونهم كبيرين. في البداية بدأت بتدوين أسماء الكتب التي أقرأها في ورقة (لا زلت احتفظ بها حتى الآن)، وكنت أحسب عدد الكتب التي قرأتها كل شهر وكل عام، وكنت أشعر بسعادة غامرة حينما تزداد القائمة يومًا بعد يوم، إلى أن اكتشفت موقع جودريدز واكتشفت فكرة إنشاء قائمة كتب وخيار وضع تحدي سنوي عليه، فوفر علي جهدًا كبيرًا وأضاف لي الكثير. 

لا أتذكر كم كان عدد كتب التحدي السنوي الأول في حياتي، ولكن ما أعلمه أنه من وقتها وأنا لم أضيع أي تحدي على مدار 7 سنوات تقريبًا، حتى وإن كان عدد الكتب قليل، المهم أن أبدأ وأشارك وعند نهاية كل عام أشعر بانتصار كبير بسبب التزامي بالعدد، وبالتالي نجاحي في التحدي. وخلاصة تجربتي لفكرة التحدي السنوي، سأتحدث عنها هنا: 

ولكن لنتفق بدايةً؛ بالرغم من أني أحب وأشجع فكرة التحدي السنوي للقراءة، إلا أنني لا أقول أنها الطريقة الأمثل والوحيدة  للقراءة وأن من لا يتبعها مُخطىء، على العكس تمامًا، الهدف في النهاية هو القراءة نفسها وليس عدد الكتب، والتحدي ما هو إلا عنصر إضافي تحفيزي، يأتي في المرتبة الثانية. فما يمتصه العقل ويضاف إلى الإنسان هو حقًا ما يمكن أن نقول أنه الهدف الحقيقي من القراءة، وليس عدد الكتب السنوي التي قد لا تستفيدين منها كلها بالضرورة. هنا سأتحدث عن بعض الفوائد لتحدي القراءة السنوي وكيف تبدأين التخطيط له مع بدء العام الجديد:
 

ستطوري نفسك مع كل كتاب وتتعلمين شيئًا جديدًا

بالتأكيد القراءة هي فعل مهم يضيف لأي قارىء، ولكن عندما نلزم أنفسنا بتحدي قراءة سنوي سيكون له تأثير أكبر على شخصيتك نفسها، إذ أنكِ ستتعلمين الالتزام بكل ما له من مميزات، كما ستشعرين بانتصار تحقيق الهدف. فعندما كنت أقترب من تحقيق الهدف السنوي الخاص بي، كنت أشعر وكأني أبني بيتًا أو أؤسس لمكان له جذور عميقة في عقلي وأفكاري.

وبشكل عام تختلف الاستفادة من شخص لآخر، ويبقى الجزء الأهم حول الكتب نفسها، فإن قرأتي 30 كتابًا، فعلى الأغلب ستتعلمين من كل كتاب شيئًا جديدًا، حتى وإن كانت هناك كتبًا سيئة، فالكتاب السيء سيساعدك على معرفة وتقدير الكتب الجيدة. حتى وإن كان من الممكن أن تقرأي كل هذه الكتب دون تحدي، فالتحدي سيضيف لك أيضاً، إذ سيجعلك تشعرين بإلزام ومسؤولية دائمين وبالرغبة في التقدم، ويضيف إليكِ بعض الحماس. كان إحساسي دائمًا بأني في تحدي يدفعني لأقرأ أكثر واقرأ المزيد طوال الوقت، وكان يشعرني بالإنجاز وقمة في السعادة لفعلي ذلك.

 

ستنوعي قراءاتك وتتعرفين على أنواع جديدة من الكتب

من الأمور المهمة التي تضيف لنا عند الالتزام بتحدي سنوي للقراءة، أننا نتعرف على أنواع مختلفة من الكتب، فهنالك الكثير من الكتب لنقرأها وكل كتاب جديد يفتح لنا آفاقًا ومجالات كثيرة للقراءة عنها. وهذا ليس بالأمر الهين، لهذا احرصي من البداية على أن تنوعي من مجالات قراءاتك بحيث تخرجي بأكبر استفادة منها، اقرأي في علم النفس والأدب والتاريخ وغيرهم، كل مجال سيضيف لك شيئًا جديدًا. كما سنرشح لك الكثير من الكتب المتنوعة في الأشهر القادمة.

 

ستتعرفين على كتب أكثر من تحديات الأصدقاء

عند فتح نافذة التحدي الشخصي في جودريدز ستظهر لكِ تلقائيًا التحديات الأخرى للأصدقاء، ومن تحديات الأصدقاء ستتعرفين على كتب جديدة رُبما لم تسمعي عنها من قبل، وهذا كله إضافة لك؛ قد لا تعرفين أدباء مثل إيزابيل الليندي أو مارغريت آتوود أو كُتاب مثل سوزان سونتاج، ولكن بعد أن تتعرفي عليهم ستُفتح لك عوالم جديدة ستجلب لك المتعة والمعرفة لم تكوني تعرفيها من قبل. عن نفسي كنت أرى معدل قراءات أصدقائي وكنت أشعر بالتحفيز وأسعى لأن أكون مثلهم، وحينما أجدهم مجتمعين على قراءة كتاب ما كنت أشعر بضرورة ملحة لقراءة ذلك الكتاب، وغالبًا ما يكون كتابًا جيدًا، وهذه إحدى فوائد التحدي، إذ يفتح نافذتنا على كتب أكثر وربما أصدقاء أيضاً.

 

كيف أبدأ بعمل تحدي قراءة سنوي؟

الأمر بسيط للغاية، وهناك أكثر من طريقة لبدء هذا التحدي، منها أن تقومي بإعداده مع نفسك، مثلًا أن تحددي 15 كتاب في السنة وتقسمي عدد هذه الكتب على شهور السنة وكل كتاب تقرأينه تُدونيه في ورقة بها جدول حتى تصلي إلى الرقم المطلوب.

أما الطريقة الأشهر هي استخدام موقع جودريدز الذي فيه خاصية تحدي سنوي التي ذكرتها سابقًا، وهذه الطريقة تختلف عن الطريقة الأولى اليدوية في أن البرنامج سيحسب لك كل شيء، سنتحدث في وقت لاحق عن كيفية استخدام جودريدز، ولكن حتى ذلك الحين يمكنك أن تصنعي قائمة تحدي خاصة بك بأن تخصصي الرقم المطلوب، وتضعي كل كتاب تقرأيه في خانة "القراءة" مع تاريخ قراءته وسيُضاف تدريجيًا لقائمة التحدي، وسيقوم الموقع بحساب مدى تقدمك في القراءة وسرعتك كلما تفتحينه. ولكن عندما تبدأي، حددي رقم منطقي يتناسب مع سرعة قرائاتك حتى لا تُحبطي وينتهي الأمر من البداية. 

كثيرين ما ينتقدون فكرة التحدي وكيف أننا نحصر متعة القراءة في رقم ونلهث لنحققه، وأنا أحترم وجهة نظرهم، لكن عن نفسي لا أنظر للأمر بهذا الشكل، فهو فرصة تشجيعية وتحريض أكبر على فعل شيء مثمر ورائع. يمكنك تجربة الأمر لمدة سنة أو حتى تحديد كتاب أو اثنين تتحدين نفسك بهم على مدار شهر ومعرفة ما إذا كان الأمر سيناسبك أم لا. 

كما يمكنك أن تبدأي التحدي باستخدام لائحة التصنيفات أدناه كمرجع، نهديها لكِ من ديدان كتب مرآه:

 

اكتبي لنا في منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا، عدد الكتب التي ستقرأينها في تحديكِ السنوي للعام الجديد وتابعي قوائم الترشيحات التي سنضيفها تباعًا على موقعنا.