المقالات الأكثر قراءة
حقائق لا بد معرفتها عن التحرش
Article Details
حقائق لا بد معرفتها عن التحرش
نجيب على الأسئلة المتكررة دومًا حول جريمة التحرش.
وفاء خيري
اكتوبر 13, 2020
رسوم تريسي شهوان
كان التحرش لفترة طويلة أحد التابوهات المسكوت عليها في المجتمعات العربية، على اعتبار أنه شيء يخدش الحياء والحديث عنه كارثة أخلاقية، منذ سنوات قليلة تغير الأمر نسبيًا وأصبحت هنالك مساحة للحكي والغضب، وبالتأكيد كان لوسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في فتح مساحة للتعبير، ولكن رغم كل ذلك لا زلنا نردد نفس الكلمات التي عفى عليها الزمن، التي هي بشكل أو بآخر تبرر للمتحرش، مثل أن ملابس الفتاة هي السبب، أو إلقاء اللوم على الناجية لأنها هي من ذهبت إلى مكان المعتدي بنفسها.
وسط مبررين ومعارضين للتحرش، لا تزال النساء هن الخيط الأضعف في المشكلة، إذ أنه لا يوجد قوانين مفعلة ضد التحرش أو الانتهاكات ضد النساء بشكل عام، ففي نفس الوقت الذي نجد فيه كل شيء مُيسر ومُخفف للرجل، الذي يمكنه أن يرتكب جريمة قتل، ويقول فقط أنها جريمة شرف، فتُخفف له العقوبات، لا تزال نساء كثيرات مضطرات إلى أن يحضرن الكثير من الأدلة ليثبتن أنه قد تم التحرش بهن فعلًا، هناك تطبيع واضح بين المجتمع والقانون لخدمة المجتمع الأبوي الذكوري الذي يتغذى على قهر النساء. ورغم أن الأمر واضح وجلي وتكراره سخيف، إلا من الواضح أننا في حاجة لأن نُعرف الناس أكثر عن التحرش وأشكاله وتفاصيل أخرى عنه، هُنا نقدمها لكن في مرآه.
الفرق بين الغزل والتحرش
في مجتمعاتنا العربية تسعد النساء بالكلام المعسول، فتفرح بكلمة لطيفة أو ملحوظة تشعر فيها باهتمام أحدهم، وليس هناك أي مشكلة أبدًا في ذلك، لكن ما يحدث أن هناك من يخلط بين المغازلة والتحرش، فنسمي ما يحدث في الشارع من تعليقات "معاكسة، ملاطفة، مغازلة"، وهو وصف غير حقيقي، إذ أن المغازلة يجب أن تكون بين طرفين يعرفان بعضهما البعض ويكون هناك تساوي بينهما في القوة، فأن يقول شخص لفتاة كلمات لطيفة وهي طرف أقل أو أدنى غير قادر على الرد، لا يعتبر مغازلة أبدًا بل هو تحرش. إن كنتي تشعرين بترهيب أو انتقاص من الكلمة فهي تحرش، وإن كان هناك أي شكل من أشكال التعدي بصورة أو بأخرى فهو تحرش، حتى وإن كنتي تعرفين هذا الشخص.
من هو المتحرش؟
كثيرين حتى اليوم يعتقدون أن التحرش يحدث إما في الشارع أو في وسائل المواصلات، ولكن الأمور ليست بهذه البساطة، فالمتحرش موجود في كل مكان، بقدر لا نتخيله، فقد يكون المتحرش زميل أو رئيس في العمل، قد تكون امرأة، وقد يأتي التحرش من الأب أو الأخ أو حتى الزوج! وقد يكون المتحرش في الإنترنت أيضاً، بجانب ذلك المتحرش بهم أيضاً متنوعين، فلا يتم الأمر دائمًا ضد النساء وحسب، بل قد يتم التحرش بالأطفال أو الرجال كذلك، ولهذا يجب تغيير الصورة النمطية عن المتحرش وإدراك أنه أقرب مما نتخيل.
أشكال التحرش
كما يُخطأ الكثيرين في تحديد من هو المتحرش بالضبط، يختلفون كذلك في أشكال التحرش ويعتبرون أن التحرش هو بالضرورة لمس الجسد، والحقيقة أن الأمر مختلف، فالتحرش قد يكون لفظيًا أو إلكترونيًا أيضًا، إليكم بعض أشكال التحرش:
- اللمس أو الاقتراب من جسد الضحية أو وجهها أو حتى ملابسها بشكل غير مرحب به.
- النظرات المتفحصة والثاقبة للجسد.
- النكات الجنسية والتعليقات السافرة على الجسد أو الملابس.
- "البسبسة" أو محاولة لفت نظر الفتاة بأي طريقة في الشارع.
- إذا استمنى شخص ما أو أظهر أي جزء حميمي من جسده أمامك.
- التهديد بالاعتداء الجنسي أو أي ترهيب يشمل سلوك غير مرغوب جنسيًا.
- المراسلات الجنسية عبر الإنترنت.
- دعوة فتاة ما أو الإلحاح في الدعوة لتناول الغداء مثلًا.
- عرض صور أو فيديوهات جنسية أمام طرف آخر بدون رغبته.
- الملاحقة والتتبع سواء بالسيارة أو سيرًا على الأقدام.
- الاهتمام/الإلحاح غير المرغوب فيه من قبل شخص ما، كأن يصر أحدهم على عرض خدماته بصورة متكررة أو يصمم على البقاء أو الحديث معك وأنت رافضة لهذا.
لماذا لا تبلغ الناجية عن واقعة التحرش؟
يمكن أن يكون هذا السؤال أكثر الأسئلة استفزازًا التي تتكرر عند الحديث عن أي واقعة تحرش، والحقيقة أن الأسباب التي قد تدفع فتاة ما للصمت وعدم الحديث عن الواقعة كثيرة، نذكر منها:
الوصم: غالبًا ما يتم وصم الناجية بالتحرش وتبدو وكأنها هي المدانة لأنها فضحت نفسها، في حين أنها هي المتضررة، ونحن نعيش في مجتمع يلقي اللوم على الفتاة بالفطرة في أي شيء، فماذا تنتظر أن يحدث؟
القانون: لا توجد أي قوانين مُفعلة وقوية تقف بجانب الفتاة إن تم التحرش بها، القوانين كلها متواطئة، بل قد يتحرش بها ضابط الشرطة بنفسه إن قامت بالتبليغ باعتبارها فتاة جريئة تتحدى العرف.
ردة الفعل: ليس لكل الناجيات القدرة على التبليغ لأن التأثير النفسي للتحرش يختلف من ناجية لأخرى. كما أنه قد يحدث وأن تتحدث ناجية عن حادثة تحرش بعد سنوات من الفعل، وهذا الفعل يستنكره الكثيرين، ولكن ما يجب فهمه أن الناجية هي الوحيدة التي من حقها أن تحدد ما الذي عليها فعله، وهل تفضل الانتقام وفضح المتحرش أم التعافي ومعالجة آثار الواقعة.
العواقب المصيرية: قد يكون المتحرش مدير في العمل فتخاف الناجية من خسارة عملها بسبب التبليغ.
AddThis is disabled because of cookie consent

أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس