للأسف، لا يزال التمييز ما بين النساء والرجال قائماً. وينعكس ذلك في فجوة الأجور بين الجنسين، تفشّي العنف ضد النساء، والنسبة المرتفعة من النساء المعرّضات إلى عدم إكمال دراستهن نتيجة التعرّض إلى ضغوطات خارجيّة عدّة. لكن، ان النساء لسن بمفردهن في معركتهن ضد التمييز بين الجنسين، بل انضمت دول عدّة إلى معركة الدفاع عن المرأة وعن حقوقها بهدف تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين. ورغم أن النساء هن أبطال أنفسهن، إلا أن تحقيق المساواة يتطلّب التكاتف.

 

أما بالنسبة إلى عالمنا العربي، فقد ركّزت دول عدّة على تعزيز شأن المرأة ومنحها حقوقها. فعلى سبيل المثال، تعتمد الإمارات العربيّة المتّحدة نهجاً مستداماً يهدف إلى دعم المرأة ومنحها حقوقها لتمكينها في المجتمع. بالتالي، وصلت المرأة الإماراتيّة بفضل دعم الأمراء إلى مراكز عالية وحقّقت إنجازات مبهرة، الأمر الذي نالها الكثير من الإحترام والتقدير. ومن هؤلاء النساء نذكر عهود خلفان الرومي التي شغلت منصب أوّل وزيرة للسعادة في الإمارات العربيّة المتّحدة، بالإضافة إلى تنفيذها لمشاريع ومبادرات استراتيجيّة عدّة، والمخرجة السينمائيّة نايلة الخاجة التي نجحت في الدخول إلى عالم صناعة الأفلام وحازت جوائز مختلفة.

ومن ناحية أخرى، أظهرت المملكة العربيّة السعوديّة من خلال برنامج رؤية 2030 جهودها لتحقيق المساواة بين االجنسين وضمان مشاركة المرأة في الحياة العامّة والحياة الاقتصاديّة، والبناء على قدراتها ومعرفتها. بالتالي، مُنحت المرأة السعوديّة حقوقاً جديدة. والجدير بالذكر أن مشاركة المرأة السعوديّة في القطاع الإقتصادي قد حقّق زيادة في الناتج المحلي الإجمالي. ومن أبرز النساء السعوديّات اللواتي حقّقن مراكز سياسية عالية نذكر الأميرة ريما بنت بندر، سفيرة المملكة العربيّة السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، وابتسام بنت حسن الشهري التي تم تعيينها في منصب المتحدّثة الرسميّة باسم وزارة التعليم للتعليم العام.

أما في لبنان، فقد أثبتت المرأة حضورها القوي منذ زمن طويل، ووصلت إلى مراكز عالية في السلطة شاغلةً حقائب رئيسيّة عدّة، بما في ذلك وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، كما أن المراة في لبنان لديها حضور قوي في عالم الأعمال والتجارة والأزياء والطيران، على سبيل المثال قبطان الطائرة في طيران الشرق الأوسط رولا حطيط. ولعبت المنظمات غير الحكوميّة المحليّة والإقليميّة كذلك دوراً مهماً في زيادة الوعي المتعلّق بمنح المرأة المزيد من الحقوق في لبنان.

 

والأمر كذلك بالنسبة إلى جمهوريّة مصر العربيّة والتي أثبتت فيها المرأة حضورها في المجتمع على الأصعدة كافّة، بما في ذلك الصعيد الفني والاجتماعي والسياسي، مثل فيبي جرجس التي تعتبر أول سيّدة مصريّة يتم انتخابها لمنصب وكيل مجلس الشيوخ المصري، ومارجريت عازار التي كانت عضو سابق في مجلس الشعب المصري وتمكّنت من إحداث تغيير في قانون رفع سن زواج الفتيات، وعقوبة ختان الإناث، وغيرها من القوانين المتعلّقة بحقوق المرأة المصريّة. وتعمل دولة مصر جاهدة إلى تمكين المرأة في كافّة مجالات الحياة، وتحقيق المساواة بين الجنسين لتعزيز النمو الشامل والعدالة الإجتماعيّة، بالإضافة إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي والتقدّم الإنمائي.

نختم مع المملكة الأردنية الهاشمية أثبتت المرأة ذاتها في عالم الأعمال والاقتصاد والسياسة، وتبوّأت المنصب الملكي  الأعلى! فتعمل الملكة رانيا بشكل مستمر لتحسين مستوى حياة الأردنيين عبر دعم مساعيهم وإيجاد فرص جديدة لهم. كما تسعى جاهدة كذلك إلى تمكين النساء وحماية الأطفال والأسر، وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا والريادة عبر المجتمع وخصوصا بين الشباب.

حتى تحققي أحلامك، كما حققت هؤلاء النساء أحلامهن، من المهم أن تلصقي على مرآتك بعض الأقوال التي تزيدك سعادة وشجاعة وعزما.