لسوء الحظ، تتعرّض مجموعة كبيرة من النساء في عالمنا العربي إلى مضايقات وتحرّشات عند سيرهن في الشوارع. ويرجع ذلك إلى ثقافة المجتمع الذكورية التي تسود في عالمنا هذا، والتي تقضي على منح تبرير للرجال الذين يتحرّشون بالفتيات والنساء في الشارع. ونظراً إلى أن هذا الموضوع يعتبر تابوهاً في العالم العربي، يتم إلقاء اللوم دوماً على المرأة عند تعرّضها لهذا النوع من التحرّش. وعادةً ما يتم إلقاء اللوم عليها في ما يتعلق بملابسها والشوارع التي تختار المرور بها.

من بين عدد كبير من النساء، تفيد رانيا، البالغة من العمر 32 عاماً، أنها تتعرّض لمضايقات على أساس يومي تقريباً عند ذهابها إلى العمل سيراً على الأقدام، نظراً إلى أن عملها يبعد مسافة قريبة من منزلها. وغالباً ما تدور العبارات التي يتم توجيهها لها حول شكل جسمها. وعند تعرّضها لها، تقوم بالمشي بوتيرةٍ أسرع وتحاول تشتيت انتباهها عن ما يقال لها.

وتقول: "تشعرني الطريقة التي يتم التوجّه بها لي وكأنّني سلعة ولا قيمة لي بتاتاً. كما أنني غالباً، وعندما أصل إلى مكان عملي، أنظر إلى نفسي في المرآة بقلق وأرى أمامي امرأة ضعيفة. والأسوأ من ذلك، أعجز عن مشاركة تجاربي مع الأشخاص المقربين مني، نظراً إلى أن مجتمعنا لا يزال يلقي اللوم على المرأة.

أما بالنسبة إلى الشابة سيرينا، البالغة من العمر 19 عاماً ، فتقول: "رغم أنني ارتدي ثياباً مناسبة للذهاب إلى دراستي في الجامعة، إلا أنني أتعرّض في معظم الأيّام لمضايقات عدّة غالباً ما تكون مركّزة على مظهري الخارجي".  وتضيف أن ذلك يشعرها بعدم الارتياح والخوف وعدم الأمان. وتعلّق أماني، التي تبلغ 27 من العمر، أنها، وعندما تكون برفقة أصدقائها، تحرص على أن يوصلها أحد منهم إلى المنزل مباشرةً لكي لا تضطر إلى السير نحو منزلها. وتقول:"أشعر بالتوتر والقلق عندما أسير في الشارع، وحتى لو كان ذلك شارع منزلي".

تؤثّر المضايقات والتحرّشات في الشارع على الكثير من النساء على الصعيد النفسي والعقلي، إذ تسبّب لهن الشعور بالخوف والتوتّر والقلق. ويؤثّر ذلك أيضاً بشكلٍ سلبي على ثقتهن بأنفسهن وبمظهرهن، ويدفعهن إلى التفكير مرّات عدة قبل ارتداء قطعة معيّنة من الملابس أو حتى السير على الأقدام لمسافة قريبة. لكن، وعلى الرغم من كل ذلك، عليكِ أن تتذكّري أن الرجل الذي يقوم بتوجيه التعليقات الجنسيّة إلى النساء، هو مجرم يتصرّف بناءً على نواياه الملتوية بغض النظر عمّا تقوم ضحيّته به من عدمه. ونذكرك هنا بالاسباب التي تفرض عليك كسر تابو واحد على الأقل في حياتك.

ما يهم دوما أن تصلي إلى مرحلة لا تكترثين فيها لهذا النوع من المضايقات، وتتحلين بالجرأة والقوّة لمواجهة هذا الرجل حتى يشعر بخجل ما قال، واليقين أنّ ما قام به هو أمر معيب وليس سوى دليل عن ضعف شخصية ورجولة!

ونختم مع موضوع عن  المواقف التي يجب عليكِ قول "لا" فيها