المقالات الأكثر قراءة

كيف تغير مفهوم الجمال العربي مع مرور الزمان
Article Details
كيف تغير مفهوم الجمال العربي مع مرور الزمان
ما هي الصورة التي تخطر في بالك عندما تتخيلين جسدك "المثالي"؟
سنا بنجواني
November 7, 2018
AddThis is disabled because of cookie consent
تطورت الصورة المثالية للجسد على مر السنين، مما يثبت أن الجمال هو هيكل اجتماعي. ومع ذلك الوعي، مازلنا جميعًا نحاول صناعته. فكيف يحدث هذا ولم علينا أن نضع حداً له؟
ولكن قبل أن نتعمق في الحديث، ما هي الصورة التي تخطر في بالك عندما تتخيلين جسدك “المثالي”؟
بالنسبة لي، على الفور أرى نفسي أطول، أكثر نحافة، ببشرة خالٍية من الشوائب ورأس مليء بالشعر المموج الكثيف؛ هناك العديد من الخصائص الأخرى (اقرأي: عدم الثقة بالنفس) التي توهمني بأنني أود تغييرها ولكن هذا ليس هو الهدف، ففي حقيقة الأمر أن هذا التفكير الانعكاسي هو نتيجة سنوات من تعديل السلوك حسب معايير العالم للجمال، والتي ما زلت أعمل على فك تشابكها.
وأنا لست وحدي في هذا التفكير.
فتم إعداد تقارير ودراسات لا تعد ولا تحصى – من تقرير دوف العالمي للجمال والثقة إلى استطلاع الرأي العام وآلاف المقالات – والتي تجمعت معاً و أظهرت بصورة مقلقة النسب المرتفعة للنساء اللواتي يعانون من انخفاض احترام الذات.
هذه ليست قضية اليوم فقط ولكنها قضية ابتلت بها النساء على مر القرون باعتبارها نموذج “مثالي”، تتطلع النساء إليه على مر السنين.
تتبع الجدول الزمني
عالمنا العربي هو منطقة ذات تاريخ ثري من التكامل بين الثقافات، مما يعني أن المعايير الإقليمية للجمال تقع عبر نطاق واسع، ويرجع أصل ما يشكل الجمال الأنثوي إلى مصر القديمة عندما كانت الصورة المثالية للجمال هي البنية النحيلة بخصر ممشوق و الأكتاف الضيقة والوجه المتناظر.
ثم أتى تأثير اليونانيين حين تقلدت كليوباترا الحكم – المولودة في مصر ولكن ذات جذور مقدونية – حيث وصف جمالها بأنه لا مثيل له. في حين أن هناك جدل حول ملامحها، صورت العملات القديمة ملامحها بميزات ذكورية التي كان يُنظر إليها على أنها مثالية في اليونان القديمة في تلك الفترة أيضًا، وتم وصفها بأنها نسخة “مشوهة” من الرجال. تجدر الإشارة هنا إلى أن المثل الأعلى غالباً ما يكون موجودًا في مكان بارز حيث أن الجمال كان تاريخيًا متشابكًا سيكولوجياً مع مفاهيم السلطة والثروة، وهما مفهومان كثيرين يجتهدوا من أجلهما.
ولفترة طويلة منذ ذلك الحين، لم يكن هناك العديد من الصور العامة لجمال المرأة إلى أن انتشرت الإعلانات المطبوعة والمنصات الإعلامية الرئيسية. في الفترة السابقة، يمكن العثور على بعض المراجع للجمال الأنثوي داخل الأعمال الفنية والأعمال المكتوبة التي تميز إلى حد كبير النساء النحيفات بوجوه متجانسة ذوات البشرة الفاتحة والشعر الداكن والشفاه المحمرة.
فبعد العشرينات من القرن الماضي، عندما بدأت النساء بالاطلاع في أدوار أكثر عمومية، بدأنا نرى نهجًا أكثر ليبرالية في الموضة وبدأت موديلات الأزياء في اتباع نهج أكثر تواضعًا، ومع ذلك، إلى أن المظهر “المطلوب” الذي سبق ذكره لا يزال قائماً.
الثقافة تُدرس
من إحدى الطرق السهلة لتأسيس واقع تطور النماذج المثالية هي ببساطة إجراء محادثة مع أجدادنا. وعلى سبيل المثال، لا ينظر إلى “العيون الآسيوية” على أنها جميلة بشكل متعارف عليه من قبل الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط. تعلق النصف ليبية نصف فلبينية مروة الطربغية: “كنت أقوم بمناقشة جادة مع هذا الشخص ذات مرة حول الزواج بين الجنسيات المختلفة. ولاحظت أن أهالينا مازال يصعب علينا إرضاءهم، لأن ذلك الشخص كان معجب ب”خفة دمي وذكائي” – لقطة من الآخر – لكن إذا كنا في علاقة، لن تقبلها والدته أبداً لأنها لا تريد أن يكون لأحفادها “عيون آسيوية””.
في الإمارات العربية المتحدة، كانت هناك فترة حيث كانت فيها المرأة الممتلئة هي الصورة “المثالية”، حسب قول الإماراتية عهد البلوشي: “لقد أصبحت النماذج المثالية للجمال اليوم أكثر شمولاً، فنحن في مرحلة نمو باحتفالنا بجميع أنواع الأجسام، لكن قالت لي أمي أن المرأة ذات الجسد الممتلئ كانت المبتغاة قديماً لأنه دل على أنها غنية”.
وعندما سُئلت العراقية مريم رضوان عن أي اختلافات بينها وبين تصورات والدتها، سرعان ما أشارت إلى أن الحواجب الكثيفة تُعتبر أقل جمالاً في نظرة كبارانا، في حين ترى هي نفسها أنها إطلالة تبرز شعورًا جامحاً وجذاباً. وعلقت: “في العراق، ينظر إلى صفاء البشرة على أنها جميلة، وبعدم تجزيز الحواجب من وقت لآخر، يُنظر إليه على أنه إهمال لجمالها أكثر من كونه خيار شخصي بسيط. وكما أن ثقوب الوجه (البيرسينج) ترتبط أيضًا بالمعايير المنخفضة في العراق”.
ما تراه هو ما تحصل عليه
في هذا اليوم وهذا العصر، لا يحتاج المرء للنظر من وراء الشاشة لتحديد الصورة المنشودة، فهي التي تشاهده من إعلانات تروّج لها – أي جسم ممشوق، صدر كبير، مؤخرة ممتلئة، معدة مسطحة، والقائمة لا تنتهي.
وسؤال المليون هو – لماذا يستحق هذا الأمر الكثير من الاهتمام؟
لأن بفضل سحر التكنولوجيا (اقرأي: فوتوشوب والجراحة التجميلية) التذكير المتكرر للعيوب المفترضة هو إجهاد عقلي، مؤدياً إلى نوبات من الاكتئاب واضطرابات الأكل بالنسبة للكثيرين. ونجد أنفسنا في حلقة من الفشل المستمر لتحقيق ما هو غير قابل للتحقيق، بشكل طبيعي على الأقل.
ومن الحقائق المسجلة أيضًا أن النساء ذوات الاحترام الذاتي المنخفض يفضلون عدم المشاركة طوعاً في فرص قد تسلط الضوء عليهن أو تظهر إمكانياتهن بأي شكل من الأشكال.
وهناك الكلمة الرئيسية؛ الإمكانية، أي يؤدي عدم المشاركة إلى نقص في النمو الذي يؤدي إلى إمكانيات غير مستغلة أو غير مرئية، فإذاً العالم يخسر مساهمات من شريحة كبيرة من السكان. تخيل، إن عززنا الفردية والتنوع على التقليد، أين سيكون العالم الآن من حيث النمو الابتكاري؟
هذه ليست قضية يمكن حلها بين ليلةٍ وضحاها، فقرون من التعديل و التغيير تتطلب الكثير من الوقت للتخلص منها و لتحقيق الاستقرار. لكن الجمال الحقيقي هو أن المزيد من الناس أصبحوا يدركون خطورة الوضع وأهمية الصحة العقلية في إدراك السمة الجسدية.
ظهرت صور محددة للمثالية وتطورت مع مرور الوقت وتجدر الإشارة إلى أن العديد من التركيبات السائدة غالباً ما تكون ردة الفعل مباشرة للصور السابقة. إنها تتغير باستمرار وتقع مسؤوليتنا الآن على ضمان ألا تكون التغييرات التالية حصرية على مثال واحد، بل لتشمل العديد من الأمثلة الناجحة.
AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس