المقالات الأكثر قراءة

جمال وجوه الصباح
جميعنا يتظاهر أمام المجتمع في بعض الأحيان لأننا نشعر بعدم الثقة بالنفس ولذلك نصنع هذا الدرع الذي يحمينا
مشاعل الساعي
January 2, 2019
AddThis is disabled because of cookie consent
سلسلة ‘وجوه الصباح’ تتحدث عن الجمال الطبيعي والغير محجوب للنساء، وفي محاولة لإظهار كيف يبدو الوجه الخالي من المكياج، تكشف السلسلة عن روايات غير معلنة عن انعدام الثقة في النفس التي تلحق بالشابات في المنطقة العربية (وبصورة عامة).
فأنا على سبيل المثال، شعري المجعد مرتبط بهويتي وعادةً هو أول شيء يلاحظه الناس في، وفي الماضي كنت أرغب في فرده طوال الوقت… لكني مللت من فعل ذلك. أنا غالباً ما أحلم بأحلامٍ جامحة لذلك عندما أستيقظ في الصباح أستغرق بضعة دقائق – إما لأتذكرها أو لأتكيف مع الواقع – ثم للأسف أتحقق هاتفي على الرغم من محاولاتي ألا استخدمه على الأقل في الساعة الأولى من اليوم.
بعض الأيام طقوسي الصباحية تكون عبارة عن الإسراع للوصول إلى المكان الذي أريده ومحاولة عدم نسيان فيتاميناتي، وفي أيامٍ أخرى أستيقظ قبل شروق الشمس وأتوجه إلى الشاطئ للركض أو لركوب الأمواج. أنا في العادة متزعزعة الثقة بالنفس ولكني أحاول أن أواظب على الرياضة وأن اتبع نظام لرعاية النفس لمواجهة ذلك، ووجدت أن ممارسة الرياضة في الصباح حقاً غيرتني كثيرًا فهي جعلتني أكثر إنتاجًا وحسنت مزاجي.
أجريت مقابلة مع 6 نساء وقد دهشت من مدى انفتاحهن ورغبتهن في معالجة صراعاتهن مع صورهن الذاتية، وشاركن قصصهن بصدق وأعجبت بقوتهن في القيام بذلك.
نيكول مهاكيان، أردنية/أرمينية، 24 عام، رائدة أعمال
مرآه: ما رأيك في مغادرة المنزل بدون وضع المكياج؟
نيكول: “أحياناً أغادر البيت بدون مكياج إذا كنت ذاهبة إلى البقالة أو للقيام ببعض المهام. غير ذلك إذا كنت ذاهبة لمقابلة أشخاص فأضع المكياج (ليس الكثير منه لكن بعض المكياج). وهذا بسبب أنني عندما لا أضع المكياج ويقابلني شخص يعرفني، يقول لي “تبدين مرهقة جداً”. لذا فالمكياج يجعلني أكثر ثقة وحزم بل وأشعر بأنني أكثر شجاعة، لكن بدونه أشعر أنني لا أستطيع النظر الناس في أعينهم كثيراً وأحاول إخفاء وجهي…”
ما هي رحلتك مع الثقة بالنفس؟
“هي دائماً متذبذبة؛ في بعض الأيام أحب نفسي وفي بعض الأيام لا وجود لذلك، يعتمد الأمر على الحالة التي أكون فيها، الأشياء التي أستمع إليها وأشاهدها، الناس الذين أتسكع معهم – كلها أشياء تلعب دورًا كبيرًا. إذا كنت محاطاً بأشخاصٍ سامين أو إذا كنت لا تشعر بالإلهام خاصةً عندما يكون جميع من حولك مشغولون بما تم مشاركته على انستغرام فإن الموضوع يؤثر على طريقة تفكيرك.”
ما هي علاقتك مع النساء الأخريات خصوصاً من حيث المظهر/المكياج؟
“أعتقد أن هناك منافسة دفينة مع الجميع، لكن النساء يعانين من صعوبة أكبر بسبب معايير الجمال والجسد. هناك صورة للمرأة المثالية في عقل كل فتاة وهي امرأة واثقة من نفسها، ومتحدثة بشكل جيد، وقائدة تعرف ماذا تفعل في حياتها، وأنثوية جداً ونسوية ولكن أيضاً رائعة الجمال ولديها الجسم المثالي… وهناك أيضاً هذا المفهوم الدفين الخاطئ حول الجمال – إذا كانت المرأة جميلة فهي ليس لديها شخصية أو ليس لديها وظيفة أو ليس لديها أخلاقيات في العمل، إلخ؛ كما لو أنك لا تستطيع أن تكون كلاهما. ولكن كما هناك منافسة، هناك نساء يُمَكِّن ويدعمن بعضنا البعض؛ من الرائع أن نرى النساء اليوم، وخاصةً الشخصيات المؤثرة، يساعدن ويدعمن للنساء الأخريات الأصغر سناً لذلك أعتقد أن محاصرة نفسي بأشخاص من هذا القبيل ساعدني حقاً في إدراك مدى أهمية أن ندعم بعضنا البعض وأن لا نحط من قدر الأخريات مهما حدث. وبالرغم من ذلك، هناك أيضاً وجهة نظر أخرى عن المنافسة وهي أنها يمكن أن تساعدك على التحسين من نفسك، ولكن ذلك لا يعني أنني لا أريد النجاح لامرأة أخرى وأريد أن أحظى بكل شيء لنفسي، فهذا غير صحي وسيء.”
ماذا عن علاقتك بجسدك؟
“هذا سؤال صعب، فقد تغير وزني كثيرًا وأنا تغيرت كثيرًا بطرق عديدة. تغير وزني من الوزن الزائد إلى الناقص ثم إلى الوزن الصحي والمتوازن. والغريب أن الجسم يغير الكثير من الأشياء فمثلاً عندما كان وزني زائداً كنت أكثر ثقة مما أنا عليه الآن. أفراد عائلتي كانوا يدعونني بالبدينة ويمزحون بشأن وزني لكنني لم أكترث لذلك وكنت أرتدي ما أريد، أما الآن وأنا وزني أقل بدأت ألاحظ أن شكلي لا يبدو جيدًا في بعض الملابس… أصبح الأمر تحدي عقلي مع جسدي وكأنني في منافسة مع نفسي وإلى أي مدى أستطيع أن أحسن من جسدي وشكلي. وبصراحة لن أقول أنني لا أتأثر بكل ما نراه على الإنستغرام من مثالية ولكن على الأقل أنا مدركة أنه ليس هو نفسه في الحقيقة؛ هذا لا يعني أنني أحكم على أي شخص يفعل ذلك، لكن الأمر يصنع توقعات غير واقعية.”
ماذا تقولين للفتاة التي تستيقظ ولا تحب مظهرها؟
“أكره أن أفكر بذلك. أعرف نساء فاتنات يستيقظن ويفكرن تلك الأفكار. لقد كافحت كي أحب نفسي كما أنا وأتقبل عيوبي ولكن لا أعتقد أنه يمكنك أن تقول لشخصاً ما أن لا يشعر بهذه الطريقة لأننا جميعًا نشعر بذلك. ومع ذلك أعود إلى ما قلته عن البيئة المحيطة، أحيطي نفسك بأناسٍ يجعلونك تشعرين بالجمال. شاهدي الفيديوهات أو استمعي إلى موسيقى تجعلك تشعرين بأنك جميلة. كلي الأشياء التي تجعلك تشعرين بالسعادة وأقلمي حياتك لإسعاد نفسك – ثم ستبدأين بأن تحبي نفسك.”

تينا، لبنانية/فلسطينية، 29 عام، مصممة أزياء وستايلست ملابس
مرآه: بماذا تفكرين فور استيقاظك؟
تينا: “أكون شاكرة لأنني استيقظت ويعتمد مزاجي سواء كان مسالماً أم لا على حلم الليلة الماضية أو اليوم الماضي.”
هل تحتفظين بدفتر أحلام؟
“كنت أفعل ذلك عندما كنت أستيقظ في منتصف الليل. أعتقد أن أحلامك تخبرك أشياء هامة عن اللاوعي الخاص بك.”
ما هي تجربتك مع الجمال؟
“غير ذلك، نعم لقد كافحت مع جمالي وكنت أضع رطلاً من المكياج في سن المراهقة، مما جعلني أبدو أكبر من سني عندما كنت في الخامسة عشر مما أبدو عليه الآن. أما الآن أضع مساحيق تجميل أقل بكثير، ولا أتفق مع تغيير وجهي من أجل المجتمع؛ أنا هي أنا ولك أن ترفض أو تقبل ذلك.”
ما الذي جعلك تحظين بتلك الثقة؟
“كوني ترعرعت في بلد (دبي، الإمارات) غير بلدي الأصلي، تهت في محاولة تحديد من أنا، ولكن كلما كبرت في السن حصلت على الوعي والروحانية التي تسمح لي أن أكون على علم وأبدأ فعلاً بتكوين ثقافتي الخاصة بي. عندما انتقلت للعيش في لبنان في عام 2011 ذهبت بعقل منفتح ووضعت قواعد لنفسي ثم بدأت ألاحظ التغيرات. هل كنت لا أزال أستخدم الكثير من الماكياج؟ أجل، لكن عندما انتقلت للعيش في كندا تحول كل شيء بالنسبة لي من الصحة وطريقة أكلي ووجهة نظري وحبي لنفسي، وبعد 8 سنوات الآن أنا أكثر راحة مع نفسي من أي وقتٍ مضى ويمكن أن أخرج بدون أن أضع مكياج حتى. جميعنا يتظاهر أمام المجتمع في بعض الأحيان لأننا نشعر بعدم الثقة بالنفس والخوف ولذلك نصنع هذا الدرع الذي يحمينا ويخفي خوفنا.”
أخبريني عن صراعك مع عدم الثقة في النفس؟
“إنها جيناتي ولقد عانيت حقا بسبب الهالات السوداء وحاولت أمي المساعدة كثيراً لأنها رأت كم أثر ذلك علي.
في مرحلةٍ ما توقفت عن الاهتمام بهذا الموضوع وحولت تركيزي إلى تناول الطعام بشكل جيد وذلك ساعد حقاً في معاناتي.”
هل تستخدمين هاتفك فور استيقاظك؟
“نعم في بعض الأحيان ولكن فقط لأنني في علاقة بعيدة المسافة. أما الإنستغرام بالنسبة لي هو فقط للعمل.”
هل لديك طقوس صباحية؟
“أتمدد وأسترخي وأشكر الله والكون على كل شيء وبعد ذلك أنسحب إلى غرفتي وهي مساحتي الآمنة والإبداعية ثم أصنع فطوري وكوب من القهوة، بعد ذلك يعتمد على اليوم، فأحيانًا أخرج للركض.”

دي محمد، صومالية، 26 عام، كاتبة محتوى
هل لديك روتين عندما تستيقظين؟
“أنا روحانية جداً، في بعض الأيام أستيقظ وأحلل ما حلمت به حيث أنني تراودني أحلام معقدة. وأيضاً أحب القراءة لأول 15 دقيقة من اليوم لأن في ذلك الوقت يكون عقلك أكثر انتعاشًا ويستوعب أكبر قدرٍ من المعرفة. ثم أمارس اليوغا الصباحية لمدة ويليها التأمل، بعد ذلك أتناول الفطور وأكتب مذكراتي إذا شعرت بالحاجة لذلك، أنظف غرفتي لأنني مهووسة نظافة وأخيرًا أقوم بروتين العناية بالبشرة. إذا اضطررت للمغادرة سأستعد للخروج ولكن عادةً ما أعمل من المنزل.”
كم من الوقت يستغرقك هذا؟
“ساعة لذا أستيقظ في السادسة لأن هذا الروتين يساعد صحتي العقلية وأنا من النوع الذي يتوتر بسهولة. لم أعتد أن يكون لدي روتين صباحي لكن عندما نكبر في السن فجأة يصبح لدينا كل هذه المسؤوليات، وأنا كنت في الماضي أصاب بالإحباط فور الخروج من سريري. فبدأت أبحث عن التأمل والكثير من الناس على اليوتيوب تحدثوا عن أهمية وجود روتين صباحي؛ كما أنه يحدد مسار بقية يومك.”
ما هي رحلتك مع مظهرك؟
“في نشأتي لم أكن أعتقد أنني قبيحة لكني لم أعتقد أبداً أنني من النوع الجذاب، ظننت أنني أبدو عادية. لم يكن هناك أي فتيات ذوات البشرة السمراء في معظم المدارس التي ذهبت إليها وكان هناك نقص خطير في تمثيل هذه الفئة في المجلات أيضاً، لذلك كبرت وأنا أعتقد أنه لكي تكوني جميلة يجب أن يكون لديك شعر مستقيم ويجب أن تكوني فاتحة اللون ويجب أن تكوني مثل عارضات الأزياء. حتى سن 22 عندما بدأت التدوين وتلقيت تعليقات من الناس تقول: “أنت جميلة جداً ولا تشبهين أي شخص آخر”، بدأت فعلاً بتقدير وحب نفسي. في عقلي كنت أتمنى أن يكون شكلي مختلف، ولذلك من المهم بالنسبة لي أن أمثل العرب الأفارقة لأنني لا أريد أي من الفتيات الصغار أن يشعرن أو يفكرن مثل ما كنت أفعل. نحن جميعاً جميلات بطريقتنا المختلفة الخاصة وشكلك وعرقك غير مهمين، هناك جمال بداخلك وعليك تقبله بسرور. ترك شعري على طبيعته كان أحد نضالاتي الرئيسية، حيث كنت أقوم بفرد شعري منذ أن كنت في الثالثة عشر لأن ذلك كان مقبولاً أكثر من الشعر المجعد. فكان لدي شعر مجنون كانت أمي تسرحه وتربطه بإحكام إلى الخلف، وعندما كبرت كانت تطلب مني ألا أغادر المنزل من دون “إصلاحه” وهكذا كبرت وأنا أعتقد أن شعري ليس جذابـًا حتى وقتٍ قريبٍ في هذا العام عندما كنت أقوم بجلسة تصوير مع المصممة يارا بن شاكر وكسرت مكواة الشعر الخاصة بي، فقررت الذهاب بشعري كما هو وإذا أرادتني أن أفرده سأذهب إلى أقرب صالون وأفعل ذلك ولكن عندما وصلت إلى المكان قالت لي: “إياك وأن تفردي شعرك مرة أخرى”. ثم تطور هذا الأمر إلى قبولي لبشرتي الطبيعية وأخيرًا نفسي بشكل عام. إذا قال لك شخص ما شيء سلبي عنك، تستمع إليه، ولكن إذا قال لك شخص ما شيء إيجابي لا تثق بكلامه، لذلك بدأت في بذل جهد للاستماع إلى الأشياء الجيدة. إذا أعطاك شخص ما مجاملة، فكر بكلامه واسمح له بإسعادك.”

مايا شهاب الدين، لبنانية، ٢٥، مصممة منتجات
مرآه: ما هو روتينك الصباحي؟
مايا: “أغسل وجهي وأشرب الماء ساخن بالليمون ثم القهوة.”
ما هي صراعاتك الشخصية بخصوص الجمال؟
“أنا لا ألقبهم بالصراعات لكني لا أحب شعري النحيل وآخذ الفيتامينات القائمة على الزيوت بشكل مستمر واستخدام فلاتر للماء لكي أحافظ على شعري وأمنعه من السقوط. أنا خائفة حقاً من أن أصبح صلعاء عندما أكبر.”
ماذا تقولين لنفسك الصغيرة فيما يتعلق بالجمال؟
“أن الجمال هو عبارة عن ثقتك في نفسك وسأقول لنفسي أيضاً أن أكون أكثر صحة حتى تكون بشرتي أكثر توهج.

سونيا الصويغ، سعودية/بحرينية، 23 سنة، مصورة فيديو ومصورة فوتوغرافية
مرآه: ما هو روتينك الصباحي؟
سونيا: عادةً حالما أستيقظ أتحقق من الوقت وأجيب على كل رسائلي وبعدها أعود للفراش. أُعطي نفسي 5 تأكيدات في اليوم عن ما أريد أن أكون بدلاً من ما يجب علي أن أفعل لكي لا أشدد على نفسي كثيراً في الصباح. أريد التوقف عن القلق بشأن الأشياء الصغيرة وأريد أن أكون أكثر سلامًا.
ثم أضع الموسيقى وأغسل وجهي واستعد للعمل، هذا هو أهم شيء، فلا أستطيع الاستيقاظ في الصباح بدون موسيقى. إحساسك في الصباح سيظل معك بقية اليوم لذا إذا كنت تشعرين بالسعادة والرقص في الصباح سوف يستمر الشعور بقية اليوم.
ما رأيك بمعايير الجمال العربية؟
أشعر أن كل شخص جميل بطريقته الخاصة لكن تربيتي كانت صعبة جداً. فقد كان لدي الكثير من الشعر في جسدي عندما كنت طفلة لأن جانبيّ عائلتي مشعرين جداً لذلك عندما كنت في العاشرة كان لدي شنب وحواجب متلاصقة. كانت الفتيات والفتيان في المدرسة الذين لم يكونوا مشعرين دائماً يذكرون ذلك في سياق سلبي مما هز ثقتي في نفسي. عندما أزلت الشعر راودتني فكرة حزينة أنني يمكنني أخيرًا أن أصبح امرأة الآن.

AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس