المقالات الأكثر قراءة

جمال فقدان الشعر
Article Details
جمال فقدان الشعر
كيف نتقبل تعريفنا للجمال على الرغم من معايير المجتمع؟
مشاعل الساعي
October 16, 2019

هذا الجزء من سلسلة مرآه لـ”الجمال“ – والتي نستكشف من خلالها معنى الجمال وارتباطه بالصورة الذاتية – مستوحى من قصة أكثر الأشخاص الأعزاء إلى قلبي والتي تعاني من الصلع/تساقط الشعر. وأنا كإنسانة، وصورتي الذاتية مرتبطة بشكل وثيق بشعري المجعد (الكيرلي)، أردت أن استكشف الطريقة التي واجهت بها صديقتي “لوز” (32 عام)، نائبة مدير سينما عقيل (أول سينما بديلة في الخليج)، حسها الخاص بهويتها المتعلقة بالشعر. لم أكن أعرف ماذا أتوقع عندما بدأت العمل على هذا الموضوع، لكنني كنت مغمورة بتألقها وقصتها الشجاعة، وخلال التصوير مع زميلتي سونيا السوايغ، أردت أن أنقل الإحساس الأثيري التي وصفته لنا “لوز” وطاقتها الطبيعية الجميلة؛ فمن المهم ومن واجبنا إظهار أن الجمال يأتي في العديد من الأشكال، خاصةً لأولئك الذين يكافحون مع صورتهم الذاتية.

مرآه: ماذا يعني الجمال بالنسبة لك؟
لوز: ”الجمال أخذ معنى مختلف تماماً بالنسبة لي بعد أن تعرضت للكثير من الخسارة، فالجمال يعني القبول وحب الذات… والكثير من الشجاعة! الجمال موجود حتى في أصعب الأوقات إذا أردنا أن نراه. لم يعد الجمال مثال سطحي بالنسبة لي، فهو رؤية نفسك في المرآة وأنتي في أسوأ حالاتك والتفكير في أنك جميلة بسبب من تكونين. الجمال هو النظر في من حولك ورؤية أولئك الذين يحبونك ويدعمونك؛ الجمال هو الحب“.

ما هي رحلتك مع شعرك؟
”تم تشخيصي بسرطان الثدي في المرحلة الأولى، وبسبب العلاج الكيميائي أصبح لدي مرض الصلع الذي جعلني أفقد كل شعر رأسي وشعر حواجبي ورموشي وكل جسدي. كان من الصعب جدًا أن أنظر إلى نفسي في المرآة مكشوفة تماماً من دون وجود أي شيء للاختباء وراءه، فأضطر إلى قضاء ساعات لإعادة خلق كيف كنت أبدو سابقًا من رسم حواجبي وارتداء باروكة إلى لصق رموش مزيفة. لقد انتهيت الآن من العلاج الكيماوي وشعري بدأ ينمو من جديد. فقدان شعري أثر على ثقتي بنفسي بطريقة لا أستطيع تفسيرها، فكل أفكاري عن الجمال تم تحديها من خلال هذه العملية، وكان علي أن أُذَكّر نفسي باستمرار أنه على الرغم من الخسارة أنني كنت لا أزال ”أنا“ وأنني أتطور وأصبح أكثر تقبلًا وأكثر محبةً لنفسي وللآخرين. لم أعتقد أبدًا أنني سأشعر بالراحة برأس محلوق خاصةً أنه لم يكن اختياري ومع ذلك لقد قررت مؤخرًا خلع الشعر المستعار وتقبل رأسي المحلوق. أنا الآن أشاهد نفسي وأنا أولد من جديد وهذا يتضمن عملية مشاهدة شعري ينمو مرة أخرى والتكيف مع تلك التغييرات كما تأتي. أنا فقط ممتنة لكوني على قيد الحياة وبصحة جيدة وأسعد من أي وقتٍ مضى بما أنا عليه“.

كيف تقبلتي تعريفك للجمال على الرغم من معايير المجتمع؟
”لم يكن الأمر سهلًا، فمجتمعنا الشرق أوسطي مهووس بالشعر الطويل ويتم التحديق بي كثيرًا أينما ذهبت. تعلمت كيف يجب علي التمسك بقوتي وثقتي بنفسي وشجاعتي. من السهل الشعور بالإرهاق وعدم الشعور بالجمال كما كنت أشعر به عندما كان لدي شعر، ولكن لقد بدأت أجد الراحة في التقبل وإعجابي بقدرتي على التغلب على أي توقعات من أي شخص حول ما يفترض أن أبدو عليه كي أشعر أنني جميلة. أنا فخورة بالذي وصلت إليه والآن أدفع نفسي لتصوير وتوثيق هذه العملية ألا وهي القبول الذاتي. أشعر براحة أكثر بما أنا عليه الآن وأحاول أن أشع تلك الثقة، سواء كنت بشعر أو بدونه، وأتلقى الكثير من الثناء من النساء اللاتي يعجبن بحقيقة أنني أتحدى أي مثال للجمال الذي يفرض علينا، حتى لو لم يكن هذا خَياري، فأنا أحاول أن أفعل كل ما أستطيع فعله للاستفادة من هذا الأمر، وتمتعي بقصة شعر قصيرة دفعني لأجرب جانب مختلف جدًا من نفسي. عمومًا لقد أصبحت أكثر جرأة وغير آسفة لكوني ”نفسي“ وأصبحت أيضاً أكثر تعبيرًا في طريقة اللباس أو التجربة مع الطرازات المختلفة التي تجعلني أشعر بمزيدٍ من الثقة“.

ماذا تقولين لأولئك الذين يصارعون مع الصورة الذاتية؟
”كل واحد منا يكافح مع صورته الذاتية. لقد عانيت من ذلك قبل أن أصاب بالسرطان وقبل أن أفقد شعري وما زلت أعاني منه حتى الآن. نحن فقط بحاجة إلى تعلم أن نكون أكثر لطفًا مع أنفسنا وأكثر محبة، يجب أن نعامل أنفسنا بنفس الطريقة التي نعامل بها شخص نحبه، وبدلاً من أن نشير إلى كل شيء نكرهه في أنفسنا، يجب أن نبدأ بتقدير الأشياء التي نحبها ونُذَكِّر أنفسنا أن أيًا كان الشيء الذي نكرهه فهناك شخص ما يتمنى أن يحظى به. وبعد أن كنت في حالة سيئة حيث فقدت الكثير جسديًا، أُذَكِّر نفسي أن الأمور ستتحسن من هنا وأن قسوتي على نفسي لن تساعدني بأي شكل من الأشكال، وعندما نتقبل ما نحن عليه بجمالنا وعيوبنا وندباتنا، سنكون أكثر سعادة وهذا سيجعلنا أكثر تعاطفًا مع أنفسنا ومع الآخرين. إنه ليس طريقًا سهلًا لتسلكيه لكنه يستحق العناء بالتأكيد. لا يوجد شخص في العالم لا يكافح مع صورته الذاتية، ولكن طريقة فهمنا ومعالجتنا لتلك المعاناة هو الفرق بما نشعر به عن أنفسنا“.

AddThis is disabled because of cookie consent


أحــــدث الــــــمـقـالات
خمس أسرار وددت لو عرفتها في سن الخامسة عشر
رسالة أرسلها لذاتي المراهقة... لعلها تَتَحرر مما هي فيه.
آية أحمد
سألنا نساء حضرن صفوف دعم الأمهات عن تجاربهن
”اعتادت الفتيات على تلقي النصائح في تجربة الأمومة الأولى من السيدات الكبار ولكن للأسف لا تكون معلوماتهن دائماً صحيحة
هدير الحضري
دليلك للتعامل مع دولابك المكدّس بالملابس